باكالوريا النهج- محمد ولد سيدي

خميس, 07/29/2021 - 18:19

انتهت الدورة الأولى من امتحانات شهادة الباكالوريا، والحقيقة أن المعركة لا تكمن في اجراء الإمتحان، لأن الإمتحان يجري بشكل روتيني ،ككل الإمتحانات الفصلية، الملفت للنظر أن وزارة التهذيب الوطني، تبدو أكثر تعاطيا مع المعوقات وهذا مهم جدا، وتقدم الحلول في الوقت المناسب،كل هذا من أجل النهوض بالتعليم، الذي بدونه لا تقدم ولا ازدهار ولا وعي، والمفارقة أن فرسان العملية التربوياتية لايدرسون أبناءهم في المدارس العمومية، فكيف، يكون النجاح إذا كانت القلة ،أو الأقوياء ،ومن كل الأطياف، لديها تعليم خاص غير تعليم الأكثرية، إنه شكل من أشكال الإقطاع " المهذب " الذي يزيد الهوة بين الشرخ الإجتماعي وهو ينعكس سلبا على الدولة والمجتمع معا، وليست عمليات السطو المسلح والطعن والقتل واستعمال المخدرات والعصابات الإجرامية إلا من افرازات السياسات " العرجاء " المرتجلة، السريعة، للتعليم مع كل نظام جديد، وليست تقنية جمع وفصل قطاعات التعليم في السنة الواحدة أكثر من مرة إلا دليل واضح على فشل السياسات التربوية وتصاعد المطالبة بإستحدات دينامية أفضل.
إذا شخصنا البرامج والإستعداد النفسي للتلاميذ وضعف الوسائل الديداكتيكية نجد أن التلميذ " الموريتاني " جهاز كومبيوتر، بحد ذاته، وقمة في الذكاء، فالبرامج تكاد لا تنتهي، والعلمي، يدرس التخصصات الأدبية كلها، واللغات، وصاحب الشعب الأدبية يدرس الفيزياء والعلوم والرياضيات، وكلما قرب الإمتحان، يزيد الضغط على التلميذ لأنه لا يعرف من أين يبدأ، هذا ناهيك عن سرعة التخلي عن المناهج، واستبدالها في أقل من ثلاث سنوات، يأتي مقرر جديد، وكتاب جديدة، تنتهي السنة الدراسية، بالملتقيات حولهم، وهذا يختلف كليا مع المناهج الدراسية في المغرب وتونس والجزائر والسنغال وكلها دول فرانكفونية، فصاحب التخصصات الأدبية لايدرس إلا تخصصه من سنة التوجيه الى الباكالوريا، وكذلك صاحب التخصصات العلمية، بينما في هذا المكب البرزخي الطريقة التي درس بها الآباء والأمهات، هي نفسهاالتي يدرس بها البراعم اليوم.
من الطبيعي أن تتدنى مستويات التلاميذ،ويقل معدل النجاح في الإمتحانات الوطنية لعوامل ثلاثة:
1- التذبذب في سرعة القرارات وعدم رسم خطة عشرية
2- انتشار وسائل اللهو والمجون والألعاب الالكترونية وكثرة المشاغل وتراجع دور الآباء والتأثر بالعادات والتقاليد المخالفة للقيم الدينية
3 - كثرة تغيب بعض المدرسين وتفريغ المفتشين والوجهاء والمتنفذين لآلاف المدرسين.
في الأخير، فإن الإصلاح، شمولي، ولا يمكن النهوض، بقطاع دون النهوض، بالقطاعات الأخرى.
أعاننا الله وإياكم على التقوى ..