![](https://www.rkizinfo.com/sites/default/files/styles/large/public/field/image/IMG-20190103-WA0358_13_19_10_8.jpg?itok=PhnnC7I_)
بدأت شرارة الربيع العربي، بتونس، ولا أعتقد أن الثورة المضادة ستنتصر، لأن ثورة الياسمين، أصلت لمعاني الكرامة الإنسانية كلها، من حرية التعبير، الى العدالة الإجتماعية، الى الفصل بين السلطات.
صحيح أن للكرسي الرئاسي " طعم خاص " ،ينسي في جماليات البرامج الذهبية، التي تحمل، هموم المواطن في المدن، والأرياف، وحملة الشهادات، والنساء، والشباب، وكل من ظلمهم التاريخ، وهمشتهم الأنظمة الشمولية .
شعب تونس سابق على الشعوب العربية من ناحية الوعي المجتمعي، وأثبتت هزات ثورة الياسمين، وارتداداتها، وعيه، ونضجه، ولكن الخشية، كل الخشية، أن ينحرف الرئيس قيس سعيد عن جادة الطريق، فدرايته بالقانون، لا تعني، أن يعصب عينيه عن السبيل ، فيصبح عسكري ببزة مدنية، وما أكثر الدكتاتوريين المدنيين في كل بقاع العالم، بعد محاولة البرفسور عبد الله واد الرئيس السنغالي السابق بالدوس على الدستور، وتمديد حكمه، تبقى الديمقراطية في إفريقيا عموما، والوطن العربي بشكل خاص، تعاني من داء " السلطة " وبكتيريا الحكم، و سوء البطانة المحيطة ،من المتنفذين، والأصدقاء والأقارب وهلم جرا...
ورغم ذلك يبقى الأمل معقود على نخبة الشعب التونسي الذي هو نخبة بالمجمل، سواء العسكر ، أو المدنيين ،منه،فقد خلى للجيش قيادة حكم تونس بعد هروب الرئيس السابق زين العابدين بن علي تحت ضغط تسونامي الغضب الشعبي إلا أن موقفه، حينها كان مشرفا، فقد أتت السلطة تجر أذيالها لقائد الأركان، لكنه غلب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة التي دمرت معظم دول العالم الثالث،ولم يتشكل مجلس عسكري، انتقالي، خلافا لما وقع في عدة بلدان عربية وإفريقية .
لا خوف على التجربة المدنية التونسية، فالشعوب الناضجة تفرض نفسها، بأساليب تقدمية راقية، في البرازيل، وتركيا حيث وضع حد لمجلس حماية العلمانية، بعد مخاض عسير، مع القوى التقدمية ،لذا فإن حزب النهضة، وغيره من القوى المطاح بها، لن يميلوا الى العنف، وسيكون خيارهم، هو صندوق الإقتراع الذي هو الفيصل، والمرجعية لدى الشعوب الواعية، نظن خيرا، بالرئيس التونسي، قيس سعيد، ونأمل، أن لا يتخندق في كابوس القمع، والتغريب، والتهجير، والسجون، وحالات الطوارئ.