خشية وحيطة.!

أحد, 06/20/2021 - 03:11

القوة في التضامن، والوحدة،ومادامت الأمة متحدة، وتجمعها الأخوة، والتعاضد، والتلاحم، والوفاق، فإن أبشع أنواع الفرقة، والظواهر الدخيلة، الغريبة عليها لن تزيدها إلا قوة، وتماسكاً.
إننا متضامنون بالفطرة، ومتحدون في محبة الله، ورسوله الأعظم، أبيضنا وأسودنا، ويجمعنا الكثير، الدين، والأخلاق الكريمة، والمروءة، والعادات والتقاليد، والمصاهرة، والإحترام المتبادل...
وهذا ليس غريبا، على مجتمع عجزت الثقافة الغربية، والإحتكاك مع الآخر، أن تخترق حصنه المنيع، رغم تعدد الأعراق، واختلاف الألسن، فقد فشل البرتغاليون، والهولنديون، والإنجليز، وحتى الفرنسيون، فلم يغيروا الزي ،ولم يستطيعوا نسخ اللغات الوطنية، واستبدالها بلغاتهم كما فعلوا مع دول الجوار، وغيرها، ولم يزرعوا دياناتهم، وزاد من اخفاقهم، أنهم لم يتركوا مدينة، ولا قصرا مشيدا، ولا طريقا معبدا، ولا مستشفى،ولا مطارا ،ومع ذلك، شيدت دولة، أخفقت كل محاولات رفض وجودها ...
مش ممكن، أن تعجز الإمبريالية العالمية، بمختلف أطوارها، ومدارسها، وفنونها أن تنال من وحدة الشعب، حين كانت حاضرة، بأساطيلها، وقوتها، وعملائها، انطلاقا من " فرق تسد " ،وتجد اليوم، من ينفذ أجنداتها السرطانية.
حقيقة بتنا نخشى على البلاد والعباد أكثر بفعل عمليات الإجرام هذه، البشعة، ولا شك أن منظري الفوضى الخلاقة، والطمع في خيرات البلاد، عوامل يمكن أن تكون من أسباب انتشار آليات الفرقة والتشرذم والشتات...
إن محيطنا الإقليمي، في دول الساحل، والمغرب العربي، ملغمة على العموم، لا أمن، ولا استقرار، وحروب، وصراعات، ومخاضات عسيرة، هنا، وهناك ،يجب أن نستخلص منها العبرة، وبالتالي فإن بعض الثروات، والنعم، يلازمها عادة، عدم الأمن عن طريق السموم التي تزرعها القوى الكبرى قصد الأرباح، والهاء الآخرين في الإقتتال، ونحن نقترب من اطلاق أول شحنة من تصدير الغاز، نتفاجأ بين هنيهة، وأخرى، بأجواء الرعب والإحتيال والإعتداء على كرامة الإنسان المنافية للدين والأخلاق والكرامة الإنسانوية،من هذا المنطلق، ومن هذا المنظور على السلطة أن تكون يقظة، وحاضرة بقوة، قبل أن فوات الأوان، العبرة ليست في كثرة القتل وحده ، العبرة في تقارب الجرائم، وتنوعها، وبشاعتها، و التنمر الفئواتي من كل مكونة، تجاه الأخرى، إن تاريخنا الضارب في القدم، وسلميتنا، واسلامنا يفرضون علينا أن نحافظ على كينونتنا اليوم، أكثر من أي وقت، ولكن، على قيادتنا أن تأخذ العبرة مما عصف، ومازال يعصف بالأنظمة من غبن و إقصاء وتجاهل للواقع الحنظلي.
إن مسلسل الأحداث المأساوية في ظل خطتين، أمنيتين، متقاربتين، ليفرض تفكيرا عميقا، ومراجعة سريعة لكشكول المسيرين، وسكان البلاط،مراجعة سريعة المعطى، و النتائج المثمرة.
أملنا أن تكون أحداث نواكشوط هذه سحابة صيف، ولكننا، نخشى أن تأخذ بعداً،شرائحياً،وتلك هي الطامة الكبرى، يجب أن تستأصل مكامن الخلل في المهد حتى نظل محافظين على وحدتنا الوطنية، في وقت يجب التحرر من فلسفات العشريات الماضية، فكل المعاناة من حوصلة التركات الثقال، وليس تركة العشرية وحدها التي كلما اتكركرو الكدحان، يقال: من تركة العشرية، في حين أننا جميعا عشريون، الرهان اليوم على بسط الأمن، والمحافظة على وحدة المجتمع، وتماسكه أكثر من أي وقت مضى، وعندما يعمل الإخوة معاً تتحول الجبال الى ذهب ،والحقيقة أن جبالنا ذهب وحديد،وما علينا إلا أن نحافظ على نعمة الأتحاد، لما له من خير ،وفوائد ،قال تعالى:
( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )
صدق الله العظيم
محمد ولد سيدي المدير الناشر لموقع اركيز