كشف المستور في أبعاد الصور- محمد ولد سيدي

اثنين, 05/24/2021 - 01:49

يقال أن وراء كل صورة حكاية، والصورة بحد ذاتها، مرآة عاكسة لواقع ما،أو حدث، سواء في السلم، أو الحرب.
مايهنا في معالجة مدلول حرب الصور في عالم السوشا ميديا فيما يتعلق بواقعنا الإجتماعي،المزري، هو إزالة بعض اللبس في هذا المضمار.
حين تنتشر صورة لعشرات الخريجين من جنس واحد تحدث زوبعة،من الطبيعي أن تحدث في مجتمع متعدد الأعراق، في زمن كل الأبواب مفتوحة أمام كل الأجناس للولوج الى أعلى مراتب التوظيف، ومن البديهي أن لا تحدث زوبعة، بشيء من المصداقية،يمكن،أن نتقبل، أسباب سيطرة جنس أو دوميناسيون، لون ما ، فعدم الصبر ،ومقارعة التحديات، يؤديان الى التبعية، والجري خلف الآخر ،وقديما قيل من سهر الليالي، بلغ العلا،و أهل اتويميرت متعارفين في ثقافة أهل لخيام ،فكم من أسرة كانت في وضعية مزرية لكنها صبرت على تربية أبنائها حتى تحصلوا على دبلومات عليا، فتغيرت أحوالهم المعيشية من سكن، ووسائل العيش الكريم، بينما في" آدوابة "قلما تجد من يصبر على التعاسة وصعوبة الحياة حتى تأتي اللحظة التاريخية التي يتحول فيها ساكن الأكواخ والأعرشة المغطاة بالحشيش والطين الى ساكن القصور وممثل دولة بكاملها في منظمة أو هيئة دولية وهنا جاء الثلاثة في مختلف الأحقاب، مسعود، واسغير، والطالب سيدأحمد، وغيرهم، ف أدباي، لايعني أن كل تجمع سكني من " لحراطين " جحيما، بلا وسائل حياة، وغير قابل للحياة، وبلا،أطر،بل توجد استثناءات في كل ولاية وفي كل مقاطعة.
ولن نبالغ في المثالية، من أجل الآخر، ولكن، نقر أن طرقا غير قانونية ، تساعد في طغيان جنس ما على بقية الأجناس في مجتمع متعدد الأعراق ،فبالإضافة الى الصبر في التحصيل العلمي، للمحسوبية دورها، وللجهوية دور آخر، وللوجاهة، والمشيخة، والنفوذ أدوار أخرى في تغيير المعطيات، ليس في الإنتخابات المحلية، ولكن، في التوظيف والولوج الى التمكين، والثراء، ومعادن المال والأعمال، فلكل رئيس على مر السنين، فيلق من رجال الأعمال، الجدد، فهل رأيتم رجال أعمال، صنعوا، من الأرقاء السابقين،مثلاً، هيمنوا على دنيا المال والأعمال في فترة من الفترات، ألم نشاهد رجال، اعمال،وسيدات،أعمال، لم يسمع بهم من قبل خلال العشرية المنصرمة، الم يوجد رجال أعمال متوسطين من الأرقاء السابقين كان بالإمكان أن يدخلوا موسوعة جينيس للأعمال في هذا الحيز المسمى بلاد المنارة والرباط، من ،مِن أشباه رجال الأعمال من الأرقاء السابقين قادر أن يتطوع بمليار أوقية، في صندوق كورونا، أو للفلسطينيين، أو للمنكوبين، لايمكن لأحدهم أن يتطوع بمليار أوقية، لأنه لم يفز بصفقة تقدر بعشرات المليارات عن طريق أوامر عليا.
اختلالات بنيوية جمة لايمكن حصرها لكل منها دوره في تخلفنا وبقائنا خلف الآخر ، سواء في التعليم، أو البنية التحتية، أو الزراعة، أو الصناعة، أو حتى مفهوم الدولة،ف للدولة المركزية أضلاع، وللمجتمع أدوار أخرى.
فقد رحل المستعمر، وكان من اللازم مراجعة المنظومة القانونية في مجال المساواة والحقوق والملكية العقارية التي تهدد الكيان أكثر من أي وقت مضى، ورحل المستعمر الذي يكرس استقراره على مبدأ فرق تسد، وظلت العبودية مشرعنة في ظل الدولة المدنية الحديثة حتى أواخر السبعينات،ومازالت الفتاوى المثيرة، عن العبودية تحدث الكثير من الزخم الإعلامي، و قل يوم أو شهر أو سنة إلا ونسمع هنا أو هناك عن حالة من هكذا مسائل تجاوزها الزمن.
ومهما يكن فإن الصورة ليست قاتمة كلها، فقد حدثت تغيير جذري في المجتمع، ووقع شيء من الشفافية في توجيه البرامج التنموية، وفي الإمتحانات المهنية،وليست المدرسة الوطنية للإدارة إلا صورة حقيقية تترجم التنوع الثقافي والإجتماعي ،كما أن بناء منشآت عمومية،بمواصفات عالية في المناطق الأكثر هشاشة، وجمعنة أكبر عدد من القرى في جميع الولايات الداخلية، وتزويدها بالخدمات الأساسية، من مياه وصحة وكهرباء، وفك العزلة ،في مجال المواصلات، البرية، والرقمية، طفرات نوعياتية تؤكد وعي السلطات العمومية بأهمية ولوج جميع التجمعات السكانية للخدمات الأساسية،وبناء الإنسان الحداثي على أسس سليمة خالية من الشوائب، وعليه، ولأجل بناء المواطن، الشريف، الواعي، بحقوقه المدنية، وواجباته، وماله، وما عليه، في غرس ثقافة مبدأ المحاسبة والمكاشفة والتكريم والعقوبة، كما هو شأن كل البلدان التي قطعت مراحل في التقدم والإزدها، في أوروبا، والنمور الآسيوية، والصين، والولايات المتحدة، ودول أمريكا اللاتينية، ورواندا، وبعض دول الخليج.
علينا جميعا أن نعمل على ترسيخ ثقافة السلم والإستقرار ونحافظ على الكيان، ونبتعد عن الشحن، والشحن المضاد، في زمن كل حادثة أداة للإشتعال، فالسؤال لايكمن في من تسبب في الحريق، وإنما يكمن كيف نؤمن أنفسنا من الحريق؟