يحق لك ذلك، لأن من أوصلوك الى حمل همومهم، داخل قبة البرلمان، وقد حملتها بأمانة، فلن يصوت لك منهم إلا القلة القليلة، فالقضية لا تكمن في العنصرية، لا، لأن وصولك الى السلطة التشريعية، وقبلها سلك المحاماة، دليل على أن العنصرية ولى زمانها، ، النكبة الكبرى التي ستقف أمامك أكثر من واحدة وتتمثل في:
1- كثرة المترشحين وهذا لصالح المحافظين الكلاسيكيين وهم الأكثر تأثيرا على الناخب الموريتاني في الريف والمدن ليس في سنة 2024 فحسب، بل في سنوات 2032الى2040 الفائز في هذه المناسبات هو من سيحصل على أكبر عدد من أصحاب صندوق المشيخة التقليدية .
2-المسألة الثانية أن الوعي المجتمعي لما يحصل بعد، والطريق مازال طويلا، شعب مؤسساتيا مازالت تراكمات جيواجتماعية تدخل في خطابه اليومي لايمكن أن يوكل قيادته إلا لشخص من ذروة المجتمع التقليدي،من قبيل،إيكيو،إشريف، حرطاني،عربي،...حالة عبودية في كذا، الصلاة خلف عبد... ففي البرازيل أنتخب ماسح أحذية، ولم يتوصل الى الكرسي الذهبي إلا بسبب تألقه وكفاءته في العمل النقابي، فطبقت القاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب، على لولا ديسيلفا رائد النهضة البرازيلية، وهاهي المحكمة تثبت براءته من الإختلاس والخيانة العظمى،بينما ينظر مختلسو المال العام في بلاد المنارة والرباط، وكأنهم بيض الصحائف والأيادي، بعد لولا ديسيلفا، أنتخب الشعب الباكستاني لاعب كرة، وفي جوارنا الإفريقي أنتخب الشعب الليبيري لاعب كرة خاض التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية هنا في نواكشوط هو جورج وويا، وفي كرواتيا أنتخب فنان مسرحي رئيسا، في بلاد المنارة والرباط إذا تقدم بسام وماسح أحذية وسائق تاكسي،وبط مكعور، الى الترشح للرئاسيات سيصبحون أضحوكة من الدكتاترة والمهندسين قبل عامة الناس...
يجب أن نفرق بين الحظوظ في الإنتخابات المحلية ،والحظوظ في الإنتخابات الرئاسية...
3- المسألة الثالثة أن المرشح رقم 1للرئاسيات سنة 2024 النائب المحامي العيد ولد محمذن، تكتلي، والفرص لن تتكرر، التكتل اليوم يتذيل قائمة الأحزاب ،بعد أن هيمن على الساحة السياسية شعبيا من التسعينيات حتى 2009 وانهارت شعبيته بسبب الإنشقاقات والمقاطعات المتتالية للإنتخابات البرلمانية والبلدية والرئاسية، والمعارضة يوم كانت متجانسة لم تتوحد يوما على مرشح واحد عكس المعارضات في دول عدة، بإفريقيا وأوروبا وآسيا ففي الجوار السنغالي نجح عبدالله واد بدعم أحزاب المعارضة، ونجح ماكي صال بنفس الطريقة، لكن هذا الحيز لم يسجل التاريخ أن اتفقت معارضة على مرشح واحد وقد دفعوا ثمن ذلك، أما اليوم فإنهم على العموم في كشكول الموالاة، أو في الطريق الى الإنخراط في الحزب الحاكم، ويمكن أن يطرح السؤال التالي: أين المنتدى، وأين التكتل، وأين الميثاق، وأين التحالف الشعبي التقدمي، وأين اتحاد قوى التقدم؟
الموجود اليوم في الساحة ،حزب الأتحاد من أجل الجمهورية، و الحركات الحقوقية،والعيش المشترك، مع مصارعة محتشمة لحزب تواصل،مع العلم أن الأحزاب السياسية والنقابات فينا، قلما يحدث فيها تغيير على مستوى هرم قياداتها، من هو رئيس التكتل، ومن هو رئيس حزب الوئام، ومن هو رئيس حزب حاتم، ومن هو رئيس حزب التحالف،يناشدون التغيير، ولكنهم لم يغيروا أنفسهم، وفاقد الشيء لا يعطيه .
نتمنى حظا سعيدا/ أوباما موريتانيا، ومن اختار الشعب هو من تعلق عليه الآمال، وينتظره الكثير، والكثير، مما يجب فعله...