قال تعالى:
وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان- صدق الله العظيم
وقال صل الله عليه وسلم:
المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، رواه البخاري ومسلم
ماكان يجب أن يحل شهر رمضان المبارك، والأمة الإسلامية في كل سنة تطحنها الخلافات والحروب والصراعات والفتن والهجرة، والمقاطعة، وغلق الحدود ،برا وبحرا وجوا، ف عند وحدة الشعائر الدينية، يجب أن تذوب الخلافات ،السياسية والمذهبية المدمرة، ففي كل ركن، من أمة المليار ونصف المليار، تشتعل الصراعات المذهبياتية، وتتنوع كلما إقتربنا من المركز الإسلامي، فهناك حرب أحرقت الحرث والنسل بين جماعة الحوثيين، ودول الخليج السنية، وهناك صراع سياسوي ،مذهبي دمر العراق، بينما بنيت لبنان على أساس طائفي، ولما شب حريق الفوضى الخلاقة فيما بات يعرف بالربيع العربي، الذي لم يكن ربيعا، بقدرما، هو رماد، عمت البلوى أقصى مشارق الأرض ومغاربها، حيث الإقتتال، وتعدد المواليد الطائفياتية، والتيارات الأيديولوجياتية في كل من مصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا وتونس، لم تخمد نيران تلك الحرائق إلا في تونس ومصر، رغم الكوارث الإقتصادية والإجتماعية والثقافية التي تهدد السلم الأهلي من حين لآخر، وتلا حراكات الرماد هذه، حراكات أقل حدة، وأكثر تنظيماتيا في كل من الجزائر والسودان لاهي بالمنتصرة، ولا هي بالمنهزمة، ولكنها حراكات قطعت رؤوسا، بينما بقيت أجسامها تؤدي وظائفها الحيوية كما كانت وإن بشكل مغاير نسبيا لما قبل حراكات الدمار المعروفة، بثورات الربيع العربي، وماهي بثورات، لأن الثورة، تنتصر، غير ذلك مجرد محاولات للقضاء على أنظمة نشأت والإستقلال.
إن أمة متوحدة روحيا، يجب أن يذاكرها شهر رمضان المبارك، بأهمية الوحدة، والتماسك، فقد فرض الله علينا شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة حيث توالت التشريعات الربانية بعد تأسيس الدولة الإسلامية وإرساء قواعدها الأساسية حيث أعتمدت يثرب عاصمة، وأرض ،وشعب، وقوة ونظام،متكامل الأركان، فشُرع الصيام وشُرعت زكاة الفطر ثم زكاة المال، وشُرعت صلاة العيد وشُرع الجهاد وأحلت الغنائم وتحولت القبلة ،وتوالت التشريعات ، تباعا،وأهمية التنظيم الإجتماعي، فإذا كانت الخلافات على الحكم، أو النفوذ،عصية على الحلول، فيجب التذاكر في رمضان المبارك، واحترام هذا الشهر العظيم، الذي، بدأت فيه أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم، تكشف عنها الغطاء، وتستقل، جغرافيا، في المدينة المنورة، وروحيا، تحت قيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أستبدل حكم الجاهلية، بحكم الله، وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فبدأت القوانين السماوية تتوالى، وبدأ المجتمع الطاهر يتقوى، ويتعزز، ويتمدد في كل إتجاه الى أن وصل بلاد السند شرقا، ثم الى إفريقيا غربا، وصولا الى شبه المنطقة الإيبيرية ..
وكانت غزوة بدر الكبرى في ١٧من رمضان نقطة إنطلاق قافلة الهدى، والإستقلال عن ممالك الشرك والضلال.
ورغم كل الخلافات المذهبياتية، والسياسية بين المسلمين، في كل ركن من الأرض، سواء في أفغانستان، أو دول الخليج، أو إفريقيا، فإن الشعائر تبقى واحدة، والرب واحد، والنبي واحد، واركان الدين واحدة، تبدأ بالشهادتين، وتنتهي بالحج على من استطاع، وبالتالي فإن قدوم رمضان المبارك عند كل سنة يجب أن يرافقه احلال السلام ،ووضع الأسلحة، وترك الإقتتال بالنسبة للدول التي تشهد اضطرابات أمنية وقلاقل، احتراما للشهر الكريم، أما الدول الإسلامية التي لاتشهد حروبا، فيجب على قادتها أن يعيد النظر في سياساتهم، وتسييرهم للشأن العام، فالإختلاس أرهق شعوب بلدان العالم الثالث والدول العربية في مقدمتها من المحيط الى الخليج، فضلا عن أمراض المحسوبية والجهوية واستغلال السلطة للأغراض الخاصة...
رمضان المبارك ذكرى عبادة، وذكرى في الحكم الرشيد، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وذكرى للقائد الفذ ،الحاكم العادل، الآمن المؤتمن، على الرعية،والأمانة، حين كلف بالتبليغ، فما وهن ،وماضعف، بل صبر، وجاهد في الله حق جهاده، حتى أتاه اليقين، وحتى أدى الرسالة بشهادة الآمر ،الله تبارك وتعالى، اليوم أكملت لكم دينكم، وأتتمت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا - صدق الله العظيم