صرخات وطن ....

ثلاثاء, 04/18/2017 - 23:17

 الدول تندمج وتتكتل لتشكل قوة واحدةوذلك بسبب سياسات قادتها الذين لم يأتوا من فراغ بل أتوا من رحم الشعب فقدموا مايملكون من سياسة وبرامج منتجة لإسعاده ومن رحم الشعب يخرجون ويغادرون إن هم عجزوا عن إسعاد الشعب ورفاهيته ، أما نحن فننتخب رؤساء لإسعادنا فيسعدوا أنفسهم وحاشياتهم فيزيدوا من فقرنا ، من تعاستنا ، من تخلفنا ...فلما يحين رحيلهم فيجهلون علينا برصاص الأسعار قبل الرصاص القاتل لكنهم عادلون ، متميزون ، ناضجون و أذكياء لأن أغلب الناس متساوون في الفقر المدقع ، في سوء الخدمات ، في تردي  الأوضاع الإجتماعية ، المدن ريف العالم نظرا لقبحها ، وريف الداخل لايختلف كثيرا عن المدن أو أشباه المدن : غياب مخطط عمراني راقي ، غياب الصرف الصحي ، الزائر يخرج من قلب المدينة دون أن يدري انه مر بقلب المدينة ...
 الغوغائيون في هذه الأجواء التعسة و السياسات التعسفية والقرارات المدمرة يهتفون البلد متقدم ، البلد يزدهر ، البلد ينهض دون أن يدركوا أن ساستهم لم يجتمعوا على كلمة سواء حتى على شعار ، على لون خرقة من قماش تميزهم ، وتوحدهم شأن باقي دول العالم ...
 الغوغائيون يهتفون البلاد تتقدم ، ولايعرفوا معنى التقدم ! فمعنى التقدم أن يعيشوا بعرق جباههم ، بإنتاج سواعدهم لا بإنتاج سواعد الآخرين ، معنى التقدم أن مايتغذى به الرئيس ويتغذوا ، هم ، ونحن به أن يكون "جميعا " من المنتوج " المحلي " و أن تحقق البلاد الإكتفاء الذاتي من جميع المواد الغذائية الأساسية ، ومعنى التقدم أن يكون اللباس الذي يرتدون ويرتدي الرئيس والوزراء وجميع الناس من إنتاج محلي صرف ، ومعنى التقدم أن يكون جميع ما نستخدمه من مواد كمالية التلفزيون والأجهزة التقنية من منتوج محلي ناهيك عن السيارات والطائرات إذن نحن دولة متقدمة أم دولة تسير وراء الوراء ...
 لئن كنا على حافة بحر الظلام ، فقد علمنا التاريخ أن قبسا سطع على هذا الحيز فأناره وصنع دولة من اللاشيء ورحل إنه المختار ول داداه ولما أفل نجمه دارت دورته في عزيز العزة والكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والحرية والمساواة فقال شاعره يومها في الجماهير تكمن المعجزات ومن الظلم تولد الحريات ، فصدعت حناجر المهمشين والمظلومين والمطهدين تطالب بالحقوق ، والعدالة الاجتماعية وتنبذ القبلية والفئوية والمناطقية نسأل الله تعالى النجاة من التفرقة والتحرر من الظلم والتغلب على الفساد والنصر على المفسدين وتغليب المصلحة العليا للوطن على المصالح الشخصية .
 موريتانيا متصالحة مع ذاتها تجمعنا.