ياأهل المبادرات، ولكم في رواندا وإتيوبيا عبرة ياوأولي الألباب...
سنظل نحكي، كما حكى التاريخ، نهضة دول، وثنية، وكاثولوكية،في محيطنا الإفريقي، كانت بالأمس القريب، يضرب بها المثل في الفقر المدقع، والجهل والأوبئة، وسنظل نحزن، ونتألم أكثر، على مايعانيه بلد مسلم 100%، يعرف الحلال والحرام، أكثر من غيره، وهو أقل شعوب المنطقة العربية، والإفريقية، على رقعة شواطؤها غنية، وصحاريها حقول من الذهب والحديد والنحاس والفوسفات والملح ولكوارتيز والتربة النادرة...
ماهي قيمة الديمقراطية إذا كانت تفقد أغلى مادة فيها، محاسبة المفسدين؟ وماهي قيمة الكلام وحرية التعبير، بلا هوادة، والبطون خاوية، والساكنة تعيش على فتات الآخر، ورحمة الآخر، وهدايا الآخر، وعائدات الثروات، والضرائب، لا تغني عن مسألة الآخر، فهل أممنا غذاءنا قبل، وأثناء الجائحة؟
رهان كل، نظام بعد نظام، هو تحقيق الإكتفاء الذاتي، فهلا تحقق الإكتفاء الذاتي؟
دكتاتورية، تصحبها، نهضة شاملة،كما في رواندا، وإتيوبيا ، خير من ديمقراطية حرشاء، يصحبها فقر، ومعاناة، وتفاوت طبقي، منقطع النظير.
بالأمس تزامنا مع الذكرى ال43 لميلاد حركة الحر، أعلن في عاصمة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، عن ميلاد، رابطة فريدة من نوعها في العالم، رابطة، ولا نقول إكتشاف، هي رابطة الوزراء السابقين، ومثل الوزير الأول محمد ولد بلال ولد مسعود، رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني،فماهي قيمة هكذا مولود؟ ،وأية خبرة وعون سيستفاد منهم؟
لعل جميع المشاكل الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والتنموية التي يتخبط فيها البلد منذ ميلاد الدولة الموريتانية ناتجة عن سياسات، وخطط هؤلاء ،مشاكل التعليم ،مشاكل الزراعة، مشاكل المواصلات، مشاكل الإعمار، مشاكل الأجور، مشاكل التصنيع، مشاكل الديون، مشاكل الهوية، مشاكل الطبقية،،،
هؤلاء الوزراء، وبعضهم، خدم مع هيدالة، ومعاوية، ومازال يأخذ حقيبته عند ميلاد ،كل،حكومة جديدة، هل من بينهم من أخذ شهادة نوبل في التسيير، أو منحته إحدى الهيئات الدولية المانحة شهادة تقدير، كالبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والبنك الإسلامي للتنمية، والبنك الأوروبي، وهل يوجد بلد في العالم، طبق نظريات، وخطط لأحد هؤلاء، أثبتت نجاعتها، ونجاحها في دولة من دول العالم.
يقال أن النهضة الإقتصادية التي شهدتها تركيا تعود الى نظريات لأحد زملائهم في تونس.
كما أن مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا، وباني نهضتها، يشترك معهم في السن، فإذا كان بعضهم دور في مختلف الحكومات، ولم يزد تدويره الطين إلا بلة، فإن مهاتير محمد، أعاد الشعب، تدويره، لأن له عليهم ديناً،دين الإخلاص، والوطنية، ومحاربة الفساد، والعدالة الإجتماعية، والنهضة الشاملة في شتى المجالات، كوالالمبور، قبل مهاتير محمد، كانت في درجة واحدة مع نواكشوط، في مؤشر أجمل العواصم، تقترب كوالالمبور، بأبراجها العالية من أبراج نيويورك.
في التنمية ،الديمقراطية ليست، هي مفتاح النجاح والتقدم، وقد تكون وسيلة للتنمية الشاملة والنجاحات الكبرى إذا شفيت من الشوائب،التنمية تحتاج لخطط، وبرامج، طويلة،وقصيرة،ومتوسطة،المدى،إلا أنه لابد، من الصرامة، فالإنسان يميل الى الغبن، والسيطرة، والنفوذ، ولابد من سياط الردع حتى يعم الخير، والعدل، والمساواة،وهنا تأتي التجارب الناجحة من غيرة الأحكام الديمقراطية، أو أشباه الأحكام الديمقراطية، كالتجربة الصينية، والرواندية، والإتيوبية.
إثيوبيا التي كنا نعير بها بعضنا هاهي، تعطي التجربة الحية في التنمية الإقتصادية، وتنفذ المشاريع الكبرى، وتهدد أكبر دولة عربية بالعطش والمجاعة.
ورواندا التي خرجت من حرب أهلية أتت على الأخضر واليابس، هاهي تعطي التجربة الحية للتلاحم والإنسجام والبناء والإزدهار الأقتصادي.
وبنين التي كانت في مقدمة الدول الفقيرة هاهي تمنح وسام التكريم من منظمة الأمم المتحدة للتغذية على تخطيها مرحلة الإكتفاء الذاتي، ووصولها الرتبة الثانية في إنتاج القطن في إفريقيا.
الإنسان شريه عند الغذاء، فقير عند المادة، محب للشهوات، لذا لم تأت القوانين إعتباطيا، لا بد من إيذاء من أختلسوا أموال الشعب، وإلا فإننا سنظل في الحضيض، فمن حاسبه القانون- ياسيادة الرئيس- حاسب نفسه- وأنت منه بريئ براءة الذئب من دم يوسف- لا تأسف على معاقبة أي كان،لقد مسنا الضر، وأهلنا من الفساد، ووعدت، بالعدالة،فمازلنا ننتظر، فالعين ترى، والأذن تسمع، والوجوه التي نراها في إدارتكم، بعضها، مخل بتعهداتكم، ولا يجب أن يكون في ربان سفينة الإقلاع...
إتيوبيا تحتل وتعطش مصر، وتفقرها، ورواندا ضيف شرف في كل مؤتمرات الأقتصاديات المسيطرة عالميا، بينما تغرد نخبة موريتانيا خارج السرب،نفس مواد ولد الطائع، المهرجانات الكرنفالية،والمبادرات، وعبارات التفخيم، والتثمين، والغالبية العظمى من الشعب، تصارع من أجل لقمة العيش.
إن من يعتمدون على غيرهم في الأساسيات والضروريات دون أن يأخذوا العبرة من الماضي والكوارث الدولية عليهم أن يفتشوا في الأسباب، عسى أن يجدوا اللقاح الحقيقي الواقي من التخلف والفقر والتعلق بالآخر....
محمد ولد سيدي المدير الناشر لموقغ اركيز إنفو