شمامة ..الكنز الضائع- محمد ولد سيدي

أربعاء, 02/24/2021 - 01:00

سيطرت أمريكا على العالم بالزراعة،قبل الدفاع، وكذلك روسيا التي توازي أمريكا، من أكثر دول العالم إنتاجا من القمح،إن لم تكن هي الأولى،،،
وموريتانيا، بإستطاعتها أن تكون أمريكا العرب، وأمريكا الأفارقة، فالأراضي الشاسعة الصالحة للزراعة، التي تمتد من ولاية اترارزة في الجنوب الغربي، الى ولاية كيديماغا في الجنوب الشرقي، وحتى بحيرة كنكوصة بولاية العصابة، لا توجد في دولة أخرى من دول منطقة استثمار نهر السنغال، كما لا توجد في دول المغرب العربي.
لما انتشرت حمى الذهب سنة 2018 ،وبدأ المنقبون يصارعون شركة تازيازت، على مناطق غير مستغلة، أو لها لتازيازت علاقة بها، تدخلت الدولة، وكانت هي الفيصل، والحكم العادل،استفاد المنقبون، واستفادت تازيازت، واستفادت الدولة من الكل.
بقيت حقول خضراء ضائعة، لو أستغلت الإستغلال الأمثل، لأصبحت موريتانيا سلة الغذاء الإفريقي، إذا أنهت الدولة العمل بقوانين الملكية العقارية منذ زمان المستعمر الفرنسي، والوصاية القبلية، على ملكية الأراضي الصالحة للزراعة، وبما أن الدولة إتخذت القرار الواجب في مجال التنقيب، وعملت بمقتضى أحقية الدولة في تسيير حقول الذهب، فإنه يتوجب عليها أن تعمل بالقرار عينه، في المجال الزراعي، خاصة في منطقة شمامة حيث آلاف الهكتارات تنادي لمن يستغلها، ولا يستطيع أحد استغلالها بدافع الملكية التقليدية التي عفا عليها الزمن ضمنيا منذ أن استقلت الدولة عن فرنساوهو ماسماه بعض الحقوقيين بالعبودية العقارية.
فإذا كانت الدولة لما تنجح بعد في القدرة على إستغلال آلاف الهكتارات، من أقصى نقطة في الجنوب الغربي ، الى أدنى نقطة في الجنوب الشرقي، وعلى طول أكثر من 600كلم مع عرض 60الى50 كلم،أحيانا، فإنه من الأفضل أن تفسح المجال لرأس المال الأجنبي من الصين والخليج وأوروبا، حيث توجد الوسائل اللازمة من أصحاب الأموال المهاجرة، والخبراء الفنيين.
جائحة كورونا، غيرت السياسة العالمية في الصحة، والغذاء، والسير عن نفس الوتيرة قبل كورونا، وأثناء كورونا، وفي ظل انحصار كورونا ، لايوحي ببوادر سياسة زراعية مخالفة لماسبق.
الحقيقة أن النجاح الفعلي، لأي خارطة إصلاح، وبناء، يبدأ بالزراعة، وإليها ينتهي،،،
الخبرة أصبحت رأس مال مهاجر، أنى دعت الحاجة، فلا يسأل عن الجنسية، بل الكفاءة، فقط، وأعتقد أن الكشكول الموجود في وزارة التنمية الريفية، يحتاج الى غربلة، فالكفاءة لما تتجسد على أرض الواقع، وما كان ينبغي أن تحل الذكرى 60+1 ،والمطبخ الموريتاني، يتعلق بباصات قادمة من المغرب التي لا، تملك فندانا واحدا من شمامة،،،،
تعهداتي، نجاحها على الأرض، وليس بدريهمات فصلية، تقسم على الفقراء، لا تزرع إلا الخمول والكسل، ولو نجحت الزراعة، لقضي على البطالة، وعم الخير العميم، وأستغني عن المؤسسات النقدية الدولية.
هذه هي قراءتي، للذهب الأخضر، الذي هو أغلى الثروات، والحرب القادمة في الشرق الأوسط، أو القرن الإفريقي، أو إفريقيا الشرقية، ستكون على الأرز، واستغلال المياه والحقول،، وليس الصراع الإتيوبي السوداني إضافة الى، مصر ومعضلة سد النهضة، إلا دليلاً على أهمية إستغلال الأرض الصالحة للزراعة، والإستقلال عن الآخر.