توطئة ■
الوفاق مهم جدا حتى لا نكون، دولة فاشلة، تدار من الخارج، ولا تمتلك سيادتها..
يبالغ البعض في جلد كل من له علاقة بمكون المعارضة، سواء من رؤساء الأحزاب، أو المنظمات الحقوقية ، أو الفاعلين في المجتمع المدني ،بسبب أجواء المهادنة، والتقارب، والإنفتاح على كل الطيف السياسي، والتي بدت معالمها تجد طريقها للنجاح تحت قيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني .
والحقيقة فإن التركيز على مدرسة المعارضة في إحداث التغيير، ،للنهوض،بالبلاد،مضيعة للوقت ،والسبل المتخذة له عبر التاريخ أثبت الأيام الخوالي، فشلها حتى في استغلال الفرص التي لا تعوض.
الإصلاح ليس بالضروة أن يرتبط بوجود قوى معارضة، فقد يكون داخليا صرفا، ومن النظام الحاكم، ودول عدة، أثبتت تجارب ناجحة في هذا الصدد،وبما أن المواطن صار جزءا من اللعبة، ويفرض رأيه إنطلاقا من الإعلام الشعبي، فإن القطار لا محالة، سيسير على الطريق، وفق ما هو مطلوب، وبمشاركة الجميع، لكن الفرص يجب أن تستغل، حتى لا تتحول الى سراب.
التغيير الذي يراد من النخبة السياسية، من الموالاة فقط، فهي القادرة على التغيير، والتحديث، ولما أرادت الموالاة أن تغير،أسماء الحزب الحاكم، والرؤساء، غيرتهم، واليوم هاهي الموالاة، تحارب الفساد، والمفسدين، والغبن والتهميش، ولاشك أن توجهها هذا ، لقي إستحسانا من لندن الشعب، قبل المعارضة التي وجدت آذانا صاغية لمشروعها المتعثر، وطبيعي أن يتدرج خطوة، خطوة،لأن قبول الآخر، والتكيف معه، يبشر بمرحلة أكثر إشراقا ،وعليه فإن الإسراع في تحقيق نتائج كبرى تعكس تطلعات شعب، و أهداف نخبة تتقاطع أحيانا، وتفترق أحيانا أخرى، وفي الأخير تصب في ميدان واحد، هو البناء والمحافظة على السلم الأهلي يتطلب بعض الوقت خاصة إذا ما وضعنا في الحسبان الظروف الدولية الصعبة، و التراكمات الجيو إقتصادية و إجتماعية الضاربة في أعماق التاريخ ،صحيح الإصلاح يتطلب تضحيات جوهرية، ومشاريع تلامس الواقع بيد أن ثمرة ذلك تبدأ أولاً وأخيرا بتلطيف الأجواء بين الفرقاء السياسيين، وقتها ينبغي التحرر من كل العراقيل السابقة، التي تقود الى نهضة تنموية شاملة، مرتكزاتها الأساسية، تقوية اللحمة الوطنية، والإخلاص، كما ستقي البلاد من التنافر، وتؤدي الى تراجع الخطاب الشعبوي.
الوفاق مهم جدا حتى لا نكون دولة فاشلة، تدار من الخارج، ولا تمتلك سيادتها، وبالتالي، ما أوصل ليبيا، وسوريا، واليمن، ومالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، يجب أن نستخلص منه الدرس، خاصة إذا كانت أرضنا، تتفجر من الخيرات، الكثيرة، صحاريها، ومياهها، وأرضها خصبة،طبيعي أن القوى المهمينة في الساحة الدولية، قادرة أن تزرع سمومها في أي وقت ممكن، ماوجدت لذلك سبيلاً.
الوفاق مهم جدا حتى نكون، أكثر كينونة، وحتى لا نكون دولة، تسفك فيها الدماء، ويستباح فيها كل شيء، الوفاق مهم جدا، وحصانة للبلاد والعباد، من الزلات، ماظهر منها، ومابطن...
الوفاق مهم جدا••