مع التكميم، والكمامات، ولكن..على شروط " قراءة خاصة "

خميس, 12/10/2020 - 15:51

الحرية لا يعادلها شيء في الوجود، زهقت من أجلها أرواح، ودفعت شعوب ثمنها...
مع تكميم الأفواه، ولكن، على شروط منها:
أن نحكم بالحديد والنار على الطريقة الصينية، و لا يسمح لأي كان، أن ينتقد الحكومة، بينما يجب على الحكومة أن توفر الغذاء والدواء وتحقق نهضة إقتصادية و إجتماعية شاملة، حتى تكون الأقاليم، الداخلية، لا تقل إزدهارا عن العاصمة المركزية، من قوة الصين الشعبية المحكومة بنظام بوليسي، أنها وفرت حياة كريمة لأكثر من مليار ونصف المليار نسمة، وغزت أسواق العالم كلها، برا وبحرا وجوا، حتى أصبحت تنافس الروس وأمريكا في غزو الفضاء.
المستهلك اليوم، هو التجارة الصينية ،والصين وفق تقارير هيومن رايت ووتش، هي المتصدرة للعالم في تكميم الأفواه، كما تتصدر العالم في تسويق البضائع.
مع تكميم الأفواه، ولكن على الطريقة الخليجية، دول الخليج العربي، بإستثناء دولة الكويت، لايجوز إنتقاد الحكومة، بيد أن حكومات هذه الدول، أحدثت ثورات إقتصادية في بلدانها، وحولت الرمال الى أبراج، وناطحات السحاب، وأصبحت مركز التجارة والسياحة في العالم، الإمارات العربية المتحدة وقطر، جواهر ولآلئ، سلطنة عمان لا تقل عنهما، أما بلاد الحرمين الشريفين، المملكة العربية السعودية، فيكفيها فخراً أنها هي الدولة العربية الوحيدة في G20 .
مع تكميم الأفواه، ولكن...ليس مع الفقر، والجهل، والقبلية والجهوية والزبونية، فما هي قيمة حرية التعبير، مع وجود هكذا أمراض، الغبن والتهميش والفساد الإداري والإقصاء؟
وماهي، قيمة حرية التعبير، دون القدرة على الإستغلال الأمثل للثروات الهائلة التي يمتلكها البلد من ذهب ونحاس وحديد ونفط وغاز، وسمك، وتربة نادرة، وفوسفات، وملح، وثروة حيوانية، وأراضي صالحة للزراعة؟
مع تكميم الأفواه، لأنه، لاقيمة لحرية التعبير، بوجود أجسام عارية، وبطون خاوية...
مع تكميم الأفواه، لأنها، إجراء يتماشى مع سوء التسيير، والغبن والتهميش ...
لماذا الخشية من النقد، ولماذا لا تعملون على تجاوز ماتنتقدون عليه، ولماذا الإقرار بمحاربة الفساد والغبن والتهميش والفساد الإداري والإقصاء دون تقديم حلول بينة، واضحة المعالم؟
كمموا الأفواه، وسيروا على نهج أسلافكم، الذين كشفتم، عوراتهم، كما كشفوا ،هم عورات من قبلهم، ولكن، عجلة الزمن ستقول كلمتها،بعد العهدة الثانية، أو قبلها.....
صنعتم من اللاشيء، شيء، إنها أنظمة تتفنن في صنع الأبطال، ولا، تتفن في الصناعات الغذائية، ولا الأجهزة المنزلية، و لا مواد البناء...تتفنن في الإستهلاك، والإستيراد من حبات الطماطم الى الفواكه الى الحبوب، والكماليات الأخر،والزيادة في الديون الخارجية .
جعل معاوية من حل الأحزاب بطولات لأصحابها، وجعل ولد عبد العزيز من سجن بيرام الداه اعبيدي والوديعة أبطالا،اليوم يصبح الطالب عبد الودود بتعطيل حسابه بطلا هو الآخر،سيعرفه، من لم يكن يعرفه، ويزيد ذلك من شعبيته ومتابعيه على وسائل أخرى.
لا أهتم كثيرا ببلاغات الطالب عبد الودود، التي يقذفها من كندا، ولا ببلاغات سيدي كماش، ولا بخربشات شيري ،أختلف معهم في كثير، وأتفق معهم في قليل، ،إهتمامي الوحيد هو : كيف تنجح تعهداتي، بنفس الطاقم الذي عجز أن ينهض بالبلاد طيلة ال60سنة الماضية؟ إنه التحدي الأكبر لبرنامج تعهداتي الشامل...
المجتمع الموريتاني، مجتمع متسيس، لأنه يغلب عليه الفقر، والمجتمعات الغنية، لا تولي للسياسة كبير إهتمام،،،،
النجاح، أدلة مادية، والفشل كذلك، تحفظ في ذاكرة التاريخ، والتاريخ أحداث عظيمة،وأخطاء تؤخذ منها الدروس والعبر، في السياسة،والتعاطي مع الوقائع بحلوها ومرها،و الحظ مهم جدا، والإرادة المصحوبة بقوة الكاريزما أكثر منها أهمية، لتحقيق الأهداف المنشودة، لذا
يجب إتخاذ العبرة من وضعية البلاد في أواخر السبعينات، والتسعينات، والعشرية.
محمد ولد سيدي كاتب ومدون،المدير الناشر لموقغ اركيز إنفو