الشعبوية في خطاب النخبة ح2- محمد ولد سيدي

أربعاء, 11/11/2020 - 22:33

الشعبوية ،قديمة/جديدة، ولا يخلو منها عصر من العصور، تعود حركة الشعوبية الى العصر الأموي، وبلغت ذروتها في العصر العباسي، وهي حركة تبغض العرب، وردة فعل على المكانة التي حظي بها العرب مع مجيء الإسلام، في العصر الحديث، عصر التلوث في الخطاب، و تصاعد الكراهية، وصعود اليمين المتطرف، أخذت الشعوبية مناحي متعددة، وألوان عدة من التلون تمثلت في الشعبوية ،وعمت بلواها العالم قاطبة،أحرقت الشرق الأوسط، و هددت الأتحاد الأوروبي بالتفكك،وأصبح العالم في أزمة قيم، بكل المقاييس،قد تشعل حرباً عالمية ثالثة، كما أشعلتها من قبل،حيث نشأت حركات، وأحزاب ،ومواليد سياسية، تحمل خطاباً شعبوياً،لا يخلو من الشحن، والميل الى العنف.
في بلاد المليون شاعر ،حين كان الناس، إنزايل، وافركان، واكصور، أبدع ولد أحمد يورة، وأعطى المثال الحي في التعايش، والمواطنة الحقيقية النقية ،البعيدة عن المزايدات في قبة البرلمان ، وأدخل لوناً شعرياًّ في الأدب الشعبي، والفصيح، هو " إزريكة " حيث كان فاتحة لأجيال كثيرة من الشعراء ، ،نسجوا عليه،وفاضت قرائحهم في توالي القرون، والأيام، فذاع صيت الفنانين الذين صدعت حناجرهم في هذا الصدد، وملأت أسماؤهم مشارق الأرض ومغاربها من إيكيدي الى تلال أوكار، وصولا الى مرتفعات العصابة حتى جبال تيرس، وإريج أمو اكريع والتوميات في أقصى الجنوب الشرقي.
إن الحديث عن مرتنة" اللغة" في الجمعية الوطنية، خاصة، وفي الإدارت عامة، لا يختلف عليه جل المواطنين، بل أفضل ،ويتماشى مع نص الدستور، بيد أن حديث إخوة لنا في الدين، والوطن، بلغة أجنبية ورثناها عن المستعمر، فإنه لمن حسن الأخلاق، أن نغلب كفة الإستماع الى من يتحدث حتى ينتهي، ومن حسن السلوك، وأدبيات الكلام، الرد على المتحدث بعد الإنتهاء بهدوء، وأدب، بعيدا عن الأساليب العنجهية المعطلة لنشاط مؤسسة دستورية، نحترمها جميعا، وعلى مرأى ومسمع ساكنة قطر بتعداد أربعة ملايين نسمة، فضلا عن ساكنة الكرة الأرضية بما أن العالم أصبح قرية واحدة.
الدفاع عن الوطن، والمقدسات بالغالي والنفيس، واجب، ولكن، بأسلوب مهذب وحضاري، وبما أن للقيادة مكانتها، ودورها في إنسيابية العمل، والتوجيه، كان على النائب محمد بوي ولد الشيخ محمد فاضل،وأضرابه، أن يقولوا سمعاً،وطاعةً، أولاً لرئيسهم،ورئيس الجمعية الوطنية، هذا مع الوضع في الحسبان، مكانة وزير ،و كما علمتنا عاداتنا وتقاليدنا،والمدنية، ،أمس، واليوم، فإن درجة رئيس، أو وزير، أو مدير، تحتم الإحترام للمتلقي.