يقول نعومين تشومسكي:
الثورة حرب تشنها الحرية ضد أعدائها...
وقعت ثورة، بيضاء، مهذبة ،وبطريقة حضارية في موريتانيا، والغريب أن هذه الثورة، وقعت في الموالاة نفسها! ثورة ضد النهب، والفساد الإداري، المستشري فينا حتى النخاع، والإقرار بالحقائق، دليل على الوعي، والنضج، موالاة تحكم منذ ثلاثين سنة، هي من تنتخب الرؤساء، هي من تسير، هي من تدعم الأنظمة المتعاقبة، هي من تكذب القوى المنافسة، وتتهمها بالعداء للوطن، والعمالة الخارجية، وتطبيق أجندات تمس من الأمن القومي، بين عشية وضحاها، تقر، بما كان يقال من سوء التسيير، ربما كانت تعي ذلك، إلا أن الخوف من الأسوأ حال دون إقرارها بالحقيقة الأوضح من شمس الظهير، وليس من باب الصدفة، أن تجد الموالاة المتعطشة- اليوم- للعدالة، والقضاء على الفساد، كما هو حال غالبية الشعب في الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ضالتها في التسيير الشفاف، والحاكم العادل الذي لا يظلم في حيزه إنسان، مقيم، أو عابر سبيل.
نعم، وقعت ثورة اصلاحية، داخلية في الموالاة، ودعمتها المعارضة، لأنها تعكس، مطالب الشعب، ، الثورة، تنجح،ولا تكون الثورة، ثورة إلا إذا نجحت، وعليه ،فإن حراك الربيع العربي، لم يكن ثورات، بقدرما كان هبات شعبية، تفتقر الى القيادة، والتوجيه الصحيح، لذا لم ينجح من تلك الحراكات إلا الحراك الشعبي التونسي ،الذي هو وحده من يحمل ميكازمات الثورة.
إن الحرب على الفساد، لا يمكن إلا أن ندعمها، ونقف بالمرصاد لكل من يقف في قطار الإصلاح، لقد مسنا وأهلنا الضر من الفساد، طيلة العقود الماضية، وبقينا وراء الركب، ولكي نتسلق سلم التقدم والنماء، يجب أن تترجم محاربة الفساد بأدلة مادية ، سابك مافتن شفن، إفلان ولد إفلان انكلع منو كد أكذا من مليار، و إفلان إنكلع منو كد أكذا من مليون، وN من المنازل، والعقارات، المبنية من أموال الفقراء والمساكين والأرامل والعوانس والصالحين، مانقتنعو ، السودان أقنعوا بإستعادة الأموال المنهوبة، والغامبيين أقنعوا بإستعادة الأموال المنهوبة، واتوانسة أقنعوا بإستعادة الأموال المنهوبة، لا تقولوا، ذوك خلكت فيهم تورة، ؤهربو، نحن، ذلخلك فين ،أكبر من ثورة، الثورة عكس ما كان يجري، الذين كانوا يريدون للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، أن يكون ملكاً،هم من ثاروا عليه، والذين كانوا ينكرون الفساد، والغبن والتهميش، هم من كشفوا الفساد، وأقروا بالغبن والتهميش، وقعت ثورة، لكنها ليست ككل الثورات، ثورة على الطريقة الموريتانية، ذات الطابع الخاص...
لم نذهب بعيدا عن العشرية، نفس المشاكل الجوهرية، في ماقبل العشرية، وأثناء العشرية، وبعد العشرية، مازالت مطروحة، أنظروا التعاطي مع أزمة كورونا، مع الفيضانات، مع الإفتتاح الدراسي،،مع العطش، مع الإنقطاعات المتكررة للكهرباء، مايقال في الإعلام العمومي شيء، ومايراه المواطن على أرض الواقع، مخالف 100% ، مناطق تدرس، وأخرى مغلقة، ومعزولة، وأشياء أخرى لايمكن حصرها، كلما نعرفه، هو أن الليل، ليل، والنهار، نهارهذا هو ديدننا مع كل الأنظمة، الإشادة بإنجازات تلامس واقع الناس ، والإقرار بالإخفاقات، وما أكثرها، مادمنا نمتلك ثروات لو أستغلت الإستغلال الأمثل لوتضعنا في مرتبة واحدة مع الكويت وقطر والإمارات ،فهذه الدول لم تملك إلا ثروة النفط، أو الغاز، أما بلاد المليون شاعر، فإن أقاليم أرضها تتنافس في إسعاد شعبها ،ففي الشمال معادن الحديد والذهب والنحاس، وفي الجنوب الشرقي معادن الفوسفات والتربة النادرة، وعلى السواحل الجنوبية الغربية يوجد السمك، و الغاز والنفط، وفي الجنوب الى الجنوب الشرقي، والملح في كل مكان، توجد سهول فيضية على امتداد أربع ولايات من الوطن، هي اترارزة ولبراكنة وكوركول وكيديماغا على مسافة تقدر بحوالي ستمائة كلم على ضفاف نهر السنغال، هذه المساحة، وحدها، بصرف النظر عن اتوامرت الأخرى، يمكن أن توفر الغذاء للصين والهند وإفريقيا وكل الأقطار العربية ،
الثورة تنجح، والإصلاح شمولي، والكيل، بمكيالين يفقد الأمل، والصلح خير ،وأولى بوادر النجاح، التقارب بين كل القوى- وقد وقع- لكن، تصدع الموالاة ،لا يجوز بأي حال من الأحوال، و تقارب قوى معارضة، وازنة شعبياً،يعزز من تقوية اللحمة الوطنية ..