حتى لا نكون ليبيا..محمد ولد سيدي

سبت, 07/25/2020 - 15:35

هذا عنوان تغريدة من سلسلة كتابات ترفض تغيير الدستور، ولما خرج بيان الحادية عشر والنصف قبل منتصف النهار الرافض للمأمورية الثالثة، المثمن للثقة التي منحتها النخبة السياسية للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، - وعن المدنيين أتحدث- كنت من القلة القليلة الرافضة لتغيير الدستور، وكنت يومها شاذاًّ عن الخط التحريري لمجموعات واتسابية معروفة ، مجندة لتغيير الدستور، وفتح باب مأموريات لا نهائية، يومها إنقسم الشارع، وكانت المعارضة الخاملة تكتفي ببيانات شكلية، وخجولة، ولم تكد تنزل الى الشارع، ربما كانت تخيم عليها، رياح التطبيع، كما هي اليوم، أو يئست من التأثير أمام قوة البارونات المتنفذين داخل " اخوالف المجتمع " ، إلا أن شبابا من مختلف الأعمار، والمكونات بدؤوا يعدون للخروج في حالة وقع النواب بصفة نهائية على تغيير الدستور، وسط ذلك الجو الضبابي الغامض، كنا نقصف دعاة المأمورية الثالثة، كتابة ، وعبر تسجيلات صوتية، ومقالات عسى أن يعودوا الى رشدهم، حرصا على بقاء البلد، آمناُ، ومستقراً، من بين دول الساحل الخمس، ومنطقة شمال إفريقيا،وحتى لا نخسر الكل، استقرار البلد، وتنميته ، يكفي من الخسارة، فساد النخبة، التي عجزت أن تبني دولة قوية، تمتلك خيرات كثيرة، لم تصنع إلا الريع، والإستهلاك، والإقصاء، وهو ما خلق إفرازات صدعت البنية الإجتماعية، و تنامي الخطاب الشعبوي، وأصبح لكل فئة لسان يصدع، وطبول تقرع، واختلط حابل الفساد، بنابل التهميش والإقصاء، وتردي الأوضاع الإقتصادية، وخطر تفكك اللحمة الإجتماعية، فصار المجتمع رخواً،لا يستطيع الصمود أمام أبسط سبب من أسباب الفوضى الخلاقة التي حولت دول قوية الى ركام.
مايجب على الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وقد وجد مناخاً مساعداً على بلورة مشروع مجتمعي أخاذ هو التخلص من كل من هو مدان بقضية فساد ،ومن أساطين المأمورية الثالثة ، فالفرص لا تتكرر، وكرئيس عايش كل الأنظمة منذ تغيير 10/7/1978 بمدنييهم وعساكرهم، فإن طول التجربة في الميدان عامل مساعد في تجاوز الأخطاء، وعليه بما أنه ابن القصر، والكرماء، عليه الإتيان بفلسفة جديدة، ومنهج جديدة قادر أن يعكس تطلعات الشعب الموريتاني المتعطش الى عدالة " عدالة " ،وتسيير شفاف لثروته المتنوعة ...
حتى لا نكون ليبيا، ولا مالي، ولا سوريا، ولا لبنان، ولا العراق، ولا بوركينا فاسو، ولا الصومال، لا بد من انتهاج سياسة حكيمة تنصف القوي، وترحم الضعيف...
يجب أن نتعلم الدرس، من فساد الأنظمة السابقة، ومن جائحة كورونا ..
لا بد من التغيير المنشود، والتغيير المنشود، يبدأ بمحاربة الفساد ،وحرية التعبير،واستقلالية القضاء..
حتى لا نكون ليبيا، علينا جميعا أن ندرك أن التعايش السلمي، نعمة من الله، لا تماثلها نعمة، وأن هذه النعمة، نعمة التعايش لن تتحقق، ولن تدوم إلا بالعدالة في توزيع الثروة والمناصب بين كافة الطيف الإجتماعي ،العدل كما قيل أساس الملك .