الإنسان قد ينخدع ،ويخدع في نفس الوقت، وكثيرا ما يخدع الدهاة البلهاء من الناس، ولكن، الأخطر أن يخدع الإنسان ذاته، بوعي وإدراك منه دون أن يحس شعورياًّ،أن خدعته لذاته، ولغيره، قد تهوي به القاع،وأشر الخداع أن تخدع نخبة نفسها، في زمن كشف المستور ،لقد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود،لم تعد المقارنة بين موريتانيا وفرنسا ولا اسويسرا واردة، لا من ناحية البنى التحتية، ولا من ناحية الشفافية، والحفاظ على الممتلكات العمومية كما كان يرى أحد أساطين العشرية الكبار، نحن النخبة ساهمنا في تردي أوضاعنا، قبل قادتنا، فالمعارض صاحب المبادئ، والأفكار القيمة ،والحقوقي المتوهج على النظام والمجتمع، نصنفهم في الإعلام خونة، ودعاة تفرقة، ولما يلتحقون بركب الموالاة تضرب لهم الدفوف، ويعينون في أعلى المناصب السامية، بالمقابل يتنافس الوجيه والإطار والإعلامي والمدون في الحشد والتلميع وتوجيه الناس أفواجاً الى القائد المفدى باني النهضة، ومحقق الأحلام، أحلام القلة القليلة، والأغلبية تعاني من حياة قاسية، جوع، عطش، بطالة، طرق متهالكة، مناطق معزولة، قرى وتجمعات لا شبكات مياه، ولا خدمة الكهرباء، ولا نقاط صحية، ومدارس متهالكة، كأنها من أطلال الأمم الغابرة، اليوم، ولما أطلع على عين الحقيقة، كانت الإحتياط النقدية من العملات الصعبة المؤمنة لحاجيات شعب المبادرات مخيبة، وكانت التريكة ثقيلة، ولم يعد في الخزينة إلا 26 ملياراً مقابل 200مليارا أوقية من الدين الداخلي حسب جهات رسمية، السؤال المطروح، كيف تصحح النخبة أخطاءها، وكيف تقوم اعوجاجاتها، ومتى يسعد شعب المبادرات بنعيم ثرواته الهائلة من معادن وسمك وثروات بحرية وحيوانية؟
هل سنشاهد اكلاسيكو أطر ووجهاء وقادة رأي الولايات والقبائل يتبارون من جديد في المبادرات الداعمة، بعضهم يسرق عبارات السير في الجهاد فيغرد على صفحته: النفير، وبعضهم الآخر يطلق عبارات التفاؤل فيغرد: البشائر...وهكذا دواليك، ونتيجة الختام، سلبية بعد أن جرفتها جرارات التفنن في النهب...
إذا قطعت يد الفساد، أو كبل، فإن قطاعين إثنين يمكن أن يحققا الرفاهية لشعب هو الأقل ساكنة في شبه المنطقة، قطاع الزراعة و الصيد، أو المعادن والثروة الحيوانية، وإذا شلت أيادي المفسدين، فإن الدولة ستتخلص من أعباء البنك الدولي، كما فعلت الصومال، وما أدريك ما الصومال، حركات إنفصالية، وحروب أهلية، وتدخلات خارجية...وقانا الله من ذلك!!
وإذا شلت أيادي المفسدين، فإن موريتانيا، ستتحول الى مركز تجاري عالمي بحكم موقعها الإستراتيجي...
إن الحرب على الفساد والمفسدين، معركة تحتاج الى الوقت، والسلاح الفتاك المتمثل في الإرادة القوية للقائد وفرسان أشداء غيورين على وطنهم، ملمين بمصالحه، لا تأخذهم في الله لومة لائم.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي