
بدأت شرارة الربيع العربي في تونس، وانتصرت في تونس، وبدأ تساقط الدكتاتوريين العرب من تونس.
وقدم الجيش التونسي النموذج الميثالي الحي لواجب الجيش، والحس الوطني، والمحافظة على الأمن والسلم الأهلي في الأوقات العصيبة، وكان الجيش التونسي قادرا على التشبث بالسلطة، وأن يجهض كل محاولات الإصلاح، وأن يحكم بالحديد والنار، ويزج بكل القوى السياسية المدنية في غياهب السجون، ولكن، نضج الجيش التونسي، والشعب معاً، وضع الأمور في نصابها الصحيح، السياسة للمدنيين ،والأمن للجيش.
بعد الهزات الإرتدادية للثورة، ثورة الياسمين التي أسقطت الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، صدمت القوى الليبرالية، واليسارية، في أول انتخابات، المجلس التأسيسي، بأغلبية ساحقة للتيار الإسلامي، ،بعد إختبار التأسيسي ،وماتلاه من نكبات ضد الديمقراطية، أكد الناخب التونسي أيضا وجهته، وخياراته، فكانت النهضة، والقوى السياسية القريبة منها ،في وقت كانت الثورة المضادة تقول كلمتها في ليبيا و مصر و اليمن،إنقلابات، وأزمات إقتصادية، وقمع، وتغريب، ،وفوضى، وتدخل أجنبي، وملء السجون، وتكميم الأفواه...
ورغم مرور عقد تقريبا على سلامة التجربة التونسية، وتخطيها لأحلك الظروف، يطرح أكثر من سؤال:
هل رتب أعداء ثورة الياسمين أوراقهم، للعودة من جديد؟ هل سيقول المال الخارجي المسخر لوأد أي تجربة مدنية في الوطن العربي كلمته، وهل سيزج بالجيش التونسي بالدخول في حلبة الصراع، وحل البرلمان، والتمسك بزمام الأمور والعودة بتونس الى نقطة الصفر؟
تونس..لا تتحمل، تونس أرض العقول المتحررة، لا يمكن أن تعود الى الورى...