إنهيار حزب، أو تراجعه، له تداعيات وأسباب منها:
الإنشقاقات المتكررة ، تراجع الإقبال الجماهيري ، عدم المشورة في المناسبات الكبرى كالحوارات الوطنية، أو مقاطعتها، والدكتاتورية في إتخاذ المواقف، فضلا عن الجمود السياسي والخمول وقلة الإرتباط بالقواعد الشعبية...
وحدها ترتبط بقواعدها الشعبية بشكل روتيني:
حزب UPR, و وتواصل، و" صواب " إيرا" ...بقية الأحزاب إتصالاتها بقواعدها موسمي أكثر منه معاينة بشكل دائم، ويكاد المراقبون يجدون لها مكاتب في عواصم الولايات والمقاطعات...وعليه فإن المقياس الحقيقي لأي حزب في الإنتخابات الرئاسية وليس في الإنتخابات الأهلية التي تقوم على أساس الولاء للجهة أو القرابة ...فهل التكتل اليوم بنسبة 3% هو التكتل 2007 بنسبة 30- 48% وهل التحالف الشعبى التقدمي اليوم ب1% وإتحاد قوى التقدم ب2% بدرجتهما 2007 مابين 4- 6% تقريباً؟
الحقيقة أن الأحزاب السياسية- المعارضة خاصة- حطم ولد عبد العزيز جسورها ولما تستطع أن ترمم جراحها، والأخطر من ذلك صناعته لمعارضات ، بديلة، أكثر خطورة على الوطن والكيان من الأحزاب التي تحمل مشروعا مكتمل الأركان بعيدا عن الشرائحية والتمزق الإجتماعي.
على الحكومة الجديدة، والعهد الجديد، أن تعيد قواعد اللعبة الديمقراطية، وترسخ مفهوم الوطنية الحقيقية، وعليها أيضا أن تبني المشروع المجتمعي على أسس سليمة وفي مقدمتها البنية الإجتماعية، فإذا ما رص المجتمع على خارطة طريق واضحة المعالم، بينة الخطوات، فإن الدولة ستقوم كل الإعوجاجات التي بنيت عليها منذ البداية...
يجب على الغيورين على الوطن، والمتابعين للشأن العام، أن لا يتناسوا توجه الناخب الموريتاني والرسائل التي يبعثها بعد كل عهدة، التصويت الشرائحي يهدد الكيان واللحمة الإجتماعية، وأفضل علاج له ترسيخ دولة المواطنة، وأخشى ما أخشاه أن يفرض علينا صندوق الإقتراع " مستقبلاً " أسلوب المحاصصة في لبنان والبوسنة والهرسك...
الوطن فوق كل اعتبار.....