الوطن فوق كل اعتبار- محمد ولد سيدي

ثلاثاء, 06/23/2020 - 02:21

لكل وطن أعداء، من الداخل ، كما له أعداء من الخارج ، ويسمووا عادة "بالعملاء "، وغالباً ما يخدمون أجندات خارجية،والهدف عندهم مصالحهم الضيقة...
أما أعداء الخارج، فيمثلون القوى الأجنبية التي لا تريد الإستقرار لهذا البلد ولها أطماع توسعية ومصالح جيو استراتيجية، لكن الأخطر من ذلك " كله " الخخيانة العظمى والتي لا تختلف عن "العداوة للوطن" ،فإذا علم كل منا مسؤوليته تجاه الوطن الذي ولد فيه ونشأ ومات فيه أسلافه، وسيلتحق هو " بهم في هذه الأرض، وعلم حق الوطن عليه، وحقه" هو "على الوطن، الحماية، والتعلم، والتكوين وتوفير متطلبات الحياة، والذود عن الحوزة الترابية إنطلاقا من قوله تعالى:
( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) وقوله تعالى أيضا:
( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )
وقوله صلى الله عليه وسلم:
( كلكم راع و كالكم مسؤول عن رعيته) ...
الحديث عن الرعية يعني الحاكم والمحكوم وكل من يتولى مسؤولية بداية من الفرد وصولا الى الآباء والأمهات ومن يتحملون مسؤوليات جسام...
فلماذا التفرقة،أو الدعوة إليها، والحديث عن غبن أو إقصاء، أو الميل لجنس على حساب جنس آخر، أو جهة دون أخرى، حديث الرعية إذا استعوبنا دلالته ،ودلالة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الدالة على الوحدة والتآخي ورص الصفوف لم تكن لدينا مشاكل والأدلة القاطعة موجودة في الكتاب والسنة والإجماع قال صلى الله عليه وسلم :
( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً)
من ناحية أخرى على أولئك الذين تربطهم علاقات خصوصية مع الخارج عن طريق أي نوع من القنوات من منظمات حقوقية، أو دولية، أو دعوية أن يدركوا أن أصحاب هذه القنوات لهم ورائيات ومصالح ،ولتطبيق الأجندات تحتاج لبعض الوقت لتمرير مخططاتها التدميرية، وكما يقال: لادخان بدون نار فإن الميول الذاتية، و التعلق بالمحيط، والبطانة " الفاسدة " ،والإرتباط بالأجانب وزرع الفتنة والشقاق بين أبناء الأسرة الكبيرة ،أعني كل الطيف الإجتماعي ،كلها عوامل تقود الى خسارة الوطن، ودماره، والحاقه برياح الفوضى الخلاقة...
الوطن يتسع للجميع.. وعلينا أن نحافظ جميعا على مكسب التعايش السلمي الضارب في القدم ، علينا أيضاً أن نطهر أنفسنا من أدران الماضي، وجراحه المؤلمة، ونعمل ب " إخلاص " على بناء وطن خال من كل المعوقات طالما أن أرضنا غنية بالثروات المتنوعة في البر والبحر .
الوطن فوق كل اعتبار..