قالت الجزائر لما أوشك خليفة حفتر أن يسقط حكومة الوفاق في عقر دارها بالعاصمة، إن طرابلس" خط أحمر "،واليوم لما إنقلب السحر على الساحر، وتغيرت موازين القوى، واستجندت العاصمة طرابلس، بالأتراك ، قالت مصر: إن سرت مقر خليفة حفتر " خط أحمر " !!!
هل سنشاهد مواجهة عربية عربية بين العملاقين مصر والجزائر، أو محور حفتر، ومحور السراج،وتفتيت الكيان الليبي أكثر فأكثر، أم أن تركيا وجدت ضالتها في الأزمة الليبية من أجل إحياء ماض تولى؟
لماذا حلال على حفتر الإستعانة بقوى دولية وحرام على السراج؟
ألا يكفي من المواجهات العربية حرب اليمن، والحرب الأهلية في العراق وسوريا والوضع في لبنان والصراع بين فتح وحماس فضلا عن الوضع المأساوي في السودان و الخلاف السني/ الشيعي في البحرين؟
خط أحمر:
إثيوبيا ماضية في بناء سد النهضة، وتوليد الطاقة الكهربائية منه، ووضع حد لندرة المياه للزراعة المروية وسقي ملايين السكان من المياه العذبة، ومصر الفرعونية تندد، وتشتكي لمجلس الأمن الدولي، والشارع يغلي بحماس، سد النهضة خط أحمر، قبل أن تكون " سرت " خطوط قوس قزح!
كم من مرة اشتكى العرب لمجلس الأمن الدولي في قضية فلسطين، وخيبت آمالهم مرة تلو الأخرى ؟
مصر دولة عملاقة في الماضي والحاضر وستظل، ولكن أحفاد الملك العادل النجاشي لايقلون " عظمة " ولا شأناً،بين عشية وضحاها حققوا نجاحات كبرى في الأقتصاد والحكامة الرشيدة والحريات العامة بين يكتوي أحفاد من هاجروا الى إثيوبيا بالأزمات السياسية والأقتصادية الخانقة...
سد النهضة بلغ مرحلته الأخيرة، ملء الخزان، وبداية مرحلة جديدة من النماء في أعلى منطقة مرتفعة فوق سطح الأرض ،ستتحول الى جنان، بينما ستجف مجاري نهر النيل، وتتصحر مئات الهكتارات بسبب ندرة المياه على ضوء تغيير مجرى النيل الذي غنت له سيدة الغناء العربي أم كلثوم حينما شيدت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر " السد العالي " .
خط أحمر، مواجهة عسكرية قائمة في ليبيا، بين جناحين، وقوى إقليمية ودولية، بعضها مجاور، ك مصر والجزائر وبعضها الآخر، فرض وجوده بالقوة، والتأثير في الساحة الدولية، تركيا، وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وإيطاليا.
خط أحمر، تقليل نسبة مصر من مياه النيل، وإذا ما تمادت إثيوبيا في موقفها، وحققت ما كانت تسعى له منذ عقود طويلة فإن الشرق الأوسط ومنطقة القرن الإفريقي لا تتحملان مزيدا من الإشتعال وسفك الدماء فإذا كانت مصر عظيمة، وذات حضارة قديمة، وسكانها مائة مليون نسمة ،فإن إثيوبيا لا تقل عنها شأناً ،وحضارتها ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، وما غزو الملك إبرهة لليمن ومحاولته هدم الكعبة المشرفة إلا صورة حية من تاريخ الحبشة التي يزيد سكانها هي الأخرى على مائة مليون نسمة.