لا تذهبوا بعيدا..محمد ولد سيدي

جمعة, 02/21/2020 - 15:53

ليس المهم كثرة، البياض، أو السواد، في الحكومة، جنوب إفريقيا منذ إنتهاء حكومة لابارتايد، هيمن السود، ومن الطبيعي، أن يهيمنوا على كل مفاصل الدولة، لأنهم يشكلون نسبة 90% ،والدعامة الثانية، تتمثل في الإنتقام من المستعمر الإنجليزي، وتكرس، هذا الإنتقام في عهد تابو امبيكي خاصة،ولكن هل إنتهت معاناة السود في جنوب إفريقيا، وهم من حكموا، أنفسهم، بأنفسهم، وهل عكست سياسة حزب المؤتمر الوطني، تطلعات شعب النضال، وبلاد المعادن النفيسة، والطاقة؟
حكومة جنوب إفريقيا مابعد لابارتايد مازالت تعاني من خلل، الفساد، و سوء توزيع الثروة، وهذا الخلل، هو الفيروس الذي يقوض أغلب أنظمة العالم الثالث في إفريقيا و آسيا و أمريكا اللاتينية.
أكره الحديث عن الشرائحية، وأكره الحديث، عن المحاصصة، وأكره الحديث، عن الجهوية ، وأكره الحديث عن القبلية ، وأكره الحديث عن، اللونية ، وأكره الحديث عن لاباراتيد،آخر " البكتيريات " التي ينطق بها في هذه الأرض المعطاء.
مشكلة موريتانيا لا تكمن في كثرة السود في الجهاز الإداري، حتى ولو كان الوزراء" جميعا " من ذوي البشرة السوداء، وماتبعهم من أقدام السلم، كما أسلفنا ، والمحاصصة، فشلاً ذريعاً، وهاهي الشعوب التي قامت، قائمتها على المحاصصة، تثور ضدها، البكتيريات كثيرة، والقضاء عليها، يتطلب جودة العلاجات المتخذة :
أَ لاَ تمتلئ صفحات المواقع الصفراء،بعناوين القبلية، و الإثنيات ، مجموعة كذا تجتمع في منزل النائب فلان، وأولاد كذا يجتمعون تحت مظلة فلان، وشيخ قبيلة كذا، يثمن إطلاق سراح فلان، ويصدر بياناً بإسم القبيلة ...سبع وزراء من شريحة لحراطين ، في سابقة من نوعها، تملأ صفحات التواصل الإجتماعي ، هذه مسألة عادية، إذا كانت الكفاءة معياراً، وإذا كانت الأرقام هي المقياس، ماذا بعد الوزراء ؟
متفقون تماماً، أن موريتانيا، لا توجد فيها آبارتيد، مراكز العبادة واحدة، والخدمات العمومية واحدة، في الصحة والتعليم والطوابير وتوزيع المساعدات الغذائية، و متفقون تماماً، أن للنفوذ، مكانته، وهنا، تنبع لنا ،بكتيريات أخرى، في غير العشرية، وقبلها، ألم تزهق أرواح ،و يعتقل أفراد ، هل تذوق البعض، طعم السجون، ألم يطلق سراحهم، ألم يمض آخرون بقية أعمارهم في السجون ؟
البكتيريات في المجتمعات المتخلفة لا تنتهي ، والقضاء عليها يتطلب التحرر من المعيقات، والمعوقات كلها، ولكن من الإنصاف، " ؤزين الشرك " أن لا يكون هناك غبن، ولا تهميش،ولا نفوذ، جهة على أخرى، أو فئة على فئة، فلماذا يستهلك السياسيون، هذه الكلمة وقت الحاجة، كلمة " التهميش " ، وكلمة النفوذ تأذى منها جميع الناس، بصرف النظر عن ألوانهم، و ألسنتهم، لكن، لحراطين، هم الأكثر معاناة، المتعلم منهم، وغير المتعلم، لأن معضلة النفوذ، قليلة في صفوفهم.
لاتذهبوا بعيدا، الإصلاح يتطلب إرادة وشجاعة، وإقرار بالواقع المؤلم، وسيظل ماكانت المسافة متباعدة، ولن يكون للفئواتيين من مكانة، إذا عم الخير ،العميم ، وتساوى ،الناس في، الفرص ، لأن نعمة الوطن الجامع، سيجدها كل فرد، وستدخل بركتها كل بيت، وكل زاوية...