الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ورضي الله عن الصحابة و التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد فقد اهتم بعض الإسلاميين بالملفات التي تسمى حقوقية وعمل بعضهم بنشاط في بعض المنظمات الحقوقية ، وكان من الطبيعيِّ أن يكونَ عملُ هؤلاء مع الإسلاميين امتداداً لعملهم هناك ،وأن يتماهى عملهم الحقوقي هناك مع عملهم الإسلامي هنا وأن يختلط نتيجة لهذا التماهي الحق بالباطل
1. لقد اتسم هذا العمل الحقوقي في نسخة الإسلاميين بعدم الشفافية فلو أن هؤلاء الحقوقيين تبـــــــــنَّوا - علنا-ميثاق (لحراطين)أو تبــــنَّوا برنامج (نجدة العبيد) أو تبــــــــــــنَّوا برنامج (مسعود ولد بلخير)أو تبـــــــــنَّوا برنامج (بيجل) أو تبنوا برنامج (الكادحين) أو تبــــــــنَّوا برنامج (إيرا) أو تبـــــــنَّوا برنامج (الحكومة) لكان ذلك أقربَ للصدق والبيان وأبعد عن الغش والكتمان . ولو وضعوا هذه البرامج أمامهم ، وانتـــقَوا منها ما يلائمهم ، ورفضوا ما لا يلائمهم ، وبيَّــــنوا لماذا قبلوا ما قبلوا ؟ ولماذا رفضوا ما رفضوا ؟ لكان هذا صدقا محمودا وشفافية مشكورة . ولو انطلقوا في برنامجهم من الإسلام فقبلوا ما يقبله الإسلام ورفضوا ما يرفضه الإسلام وقالوا مع عمر بن عبد العزيز : " إن لم يصلحهم الحق فلا أصلحهم الله . " لكان الأمر منسجما مع برامج الإسلاميين ، أما أن يتبنى هؤلاء الحقوقيون أجندات المنظمات الحقوقية الممولةَ من الخارج ثم يلبسونها لبوس الصالحين ، وشعارات المتقين ، ويجعلوا ذلك من مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، ، فذلك أقرب إلى التغرير و التدليس .
2. اللغة العربية هي لغة القرآن ، ولغة السنة النبوية ، ولغة المكتبة الإسلامية ، ومن أراد أن يتفقه في الدين فعليه أن يتعلم اللغة العربية ، وهي لغة الثقافة الإسلامية ومن أراد أن يتعمق في هذه الثقافة فعليه أن يتعلم اللغة العربية . وهي اللغة التي يحبها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ويبذلون الغالي والنفيس لتعلمها ، لا نستثني من ذلك المسلمين في القارة الإفريقية . ثم جاءت الصليبية تحارب اللغة العربية وتحارب حروفها وكانت فرنسا وعملاؤها في المقدمة فهم يعلمون أن (اللغة) ليست كائنا محايدا وليست مجرد وسيلة تعبير وأداة تفاهم فقط وإنما هي إحدى معابر الغزو الفكري التي تحمل عقائد أهلها وأخلاقهم وثقافتهم فحاربوا اللغة العربية وحاربوا حروفها، وسعوا إلى التمكين للغة الفرنسية . وظهر أفراد ينتمون إلى الإسلاميين يتبنَّون موقف فرنسا وموقف عملاء فرنسا من اللغة العربية واللغة الفرنسية ، بحجة أن هناك من درس باللغة الفرنسية ويجب أن تحفظ لهم حقوقهم، وفي سبيل حفظ حقوق هؤلاء لا بأس بالتنكر للغة العربية لغة القرآن والسنة ، ولا بأس بإضاعة حقوق الدارسين باللغة العربية .هؤلاء الأفراد لا يتحدثون عن تعريب التعليم ، ولا عن تعريب الإدارة . ولا عن أهمية اللغة العربية .
3. اخترقت أفكار المنظمات الحقوقية أوساط الإسلاميين من باب " المرء على دين خليله " فشاعت أفكارٌ من نوع إنكار حد الرجم ، وإنكار حد الردة ، والتساهلُ مع ولد امخيطير وكان هجرانُ مصطلح (تطبيق الشريعة الإسلامية ) ومصطلح ( العمل لتكون كلمة الله هي العليا) وهجران الاستدلال بقول الله عز وجل (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) والحديث عن التمكين لدين الله والحديث عن إقامة الدولة الإسلامية واستنكار موبقة الربا وغياب الحديث عن الفصل بين البنين والبنات في المدارس ، وشيوع أفكار من نوع النضال في سبيل الحريات مقدم على النضال لتحكيم الشرع كأن هؤلاء لا يعتقدون أن في تحكيم الشرع تحررا من عبودية العبيد وقد كان الشاعرُ أفقهَ منهم عند ما قال
سجدةٌ للإله تنجــــــــــــــــيك يا إنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــسانُ من ألفِ سجدةٍ للعبيد
4. وقد نتج عن التماهي مع التجمعات الحقوقية : الاستغناء باللون والعرق عن الكفاءة والأمانة . فتولية الأكفاء الأمناء من المبادئ الشرعية المعروفة ، وهو من أداء الأمانات إلى أهلها ، فالمناصب أمانة وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ." فلما سألوه كيف إضاعتها ؟ قال صلى الله عليه وسلم : " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة . " رواه البخاري فإسناد الأمر إلى غير أهله تضييع للأمانة المأمور بأدائها في قول الله عز وجل (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) وأهلها هم : أهل القوة والأمانة والقوة في كل عمل بحسبه . هذه المعاني نسفتْها اعتباراتٌ مبنيةٌ على الألوان والأعراق فتم تعيين من لا كفاءة له في مواقع مهمة ، لمجرد اللون والعرق والشريحة . وهذا ما تفعله الأنظمة الفاسدة.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك "