اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني ، خلط جديد للأوراق ، وحدث مفاجئ لم يكن متوقعاً لدى الكثير من الأوساط في المنطقة، توعد برد غير مسبوق، كيف سترد طهران على الولايات المتحدة ؟ هذا هو السؤال الذي بات مطروحاً بقوة، كيف سيكون الرد الإيراني ، وما حجمه وفي أي مكان محتمل أن تقدم طهران على توجيه ضربة للولايات المتحدة .
الجنرال غلام أبو حمزة قائد في الحرس الثوري الإيراني بإقليم كرمان الجنوبي قال في صريحات إعلامية له :" سنعاقب الأمريكيين أينما كانوا رداً على اغتيال سليماني ، وحددنا 35 هدفاً أمريكياً إضافة لإسرائيل " .
أما القائد الجديد لفيلق القدس في الحرس الثوري إسماعيل قآني فصرح بأنه على الجميع أن يصبروا قليلاً حتى يشاهدوا جثث الأمريكان على امتداد الشرق الأوسط، انتقاما لمقتل سلفه سليماني.
اغتيال شخصية في وزن وأهمية الجنرال قاسم سليماني تعد تصعيداً خطيراً، وهو ما يجعل إيران أمام خيار وحيد وهو الرد العسكري، نظرا إلى أهمية الشخصية المغتالة ورمزيتها بالنسبة إلى الإيرانيين.*
نقاط الاشتباك الإيراني الأمريكي حال تحدثنا على مستوى الأهداف المحتملة أو البقعة الجغرافية فإن هناك منطقة شاسعة جدا وممتدة من الخليج العربي للعراق وسوريا ولبنان واليمن، وتبدأ من مياه الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عُمان حيث تمركز قوات الحرس الثوري الإيراني .
"مضيق هرمز يشكل نقطة حيوية ، وهناك عدد كبير من المدمرات والسفن الأميركية تمر من هناك ، ناهيك عن خريطة الأهداف التي تحدث عنها المسؤولون الإيرانيون ، والتي تتعلق بالقواعد العسكرية الأميركية الموجودة في المياه الخليجية التي تقدرها طهران بنحو ثلاثين هدفا عسكرياً، أما على مستوى المناطق البرية في محيط إيران فيجري الحديث عن حوالي مئتي قاعدة عسكرية أميركية.
*من خلال متابعتي للملف الإيراني فإنني أستبعد نشوب الحرب المفتوحة، وأعتقد أن استراتيجية المواجهة الإيرانية قائمة على تجنب المواجهة العسكرية المباشرة والقيام بخطوات عسكرية وأمنية متفرقة ومتباعدة ـ لذلك أستبعد أن تقوم إيران برد مباشر، فالإيرانيين اعتمدوا خلال المرحلة الطويلة الماضية في استراتيجيتهم لمواجهة أمريكا إما بدول أو بأدوات لها وأذرع في المنطقة.*
خيارات الرد الإيراني يمكن أن تنحصر بدءاً من منطقة ممتدة تبدأ بتواجدها في عدد من الدول، مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، واحتمالية الرد ستكون سواء عبر قواتها في هذه الدول أو من خلال حلفاء وموالين لها، وهو ما يسهل عليها الرد بالتنسيق مع "أذرعها" في هذه المناطق.
اغتيال سليماني زاد فرص المواجهة العسكرية بشكل دراماتيكي بين طهران والولايات المتحدة، وهذا يعزز أن احتمالية الرد ستكون هذه المرة ربما في القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة، كالعراق وربما الإمارات أو غيرها من الدول ، لكن قواعد الاشتباك بين طهران وواشنطن ستظل على حالها ولن تتأثر كثيراً .
صحيح أن سيناريو الرد قد يطال القواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة، لكن ربما يطال البوارج والقطع البحرية الأميركية في مياه الخليج أيضاً ، وفي ذات الوقت قد يتجاوز الرد منطقة الشرق الأوسط، لكن بالمجمل الإيرانيين سيحرصون على تفادي أي صدام عسكري مباشر مع الولايات المتحدة لاعتبارات عدة .
حلفاء طهران في المنطقة كثر ولإيران أذرعها في كل مكان، لذلك يمكن أن يكون الرد في أي منطقة من المناطق التي ذكرتها، ضد مصالح أمريكية في المنطقة بعينها دون أن تتبنى هذه العمليات بشكل مباشر، أو عبر موالين وحلفاء لها ستكون ضد مصالح أمريكية أخرى بعيداً عن منطقة الخليج، وقد تمتد خريطة الأماكن المحتملة للرد الإيراني إلى أفغانستان وباكستان، وهو ما يصعب الإجابة عن سؤال أين سيكون الرد بالتحديد؟ هذا ما سيحدده الإيرانيين بالاحتمالات الممكنة للرد على اغتيال قاسم سليماني.