يصعب التكهن بما ستؤول إليه عملية إغتيال الرجل الثاني في الجمهورية الإسلامية الإيرانية قاسم سليماني قائد فيلق القدس وسط العاصمة العراقية بغداد إثر غارة أمريكية محكمة ، ولئن تسابق كبار القادة، وأصدقاء العدوين اللدودين الى ضبط النفس، والحد من ردة الفعل الإيراني على الولايات المتحدة الأمريكية، حتى لا تنفجر الأوضاع في المنطقة الملتهبة أصلاً ، فإن منطقة الخليج العربي بصفة خاصة، والشرق الأوسط بصفة عامة، مقبلة على مرحلة من التصعيد الخطير، مما يهدد حركة الملاحة البحرية في النقاط المائية أولاً، والملاحة الجوية ثانيًّا ، فضلا عن اضطرابات في الأسواق الطاقوية، والتجارة الدولية، ناهيك عن إستهداف المصالح الأمريكية في دول الخليج قاطبة .
إن إغتيال سليماني يطرح عدة أسئلة واستشكالات : هل قضى دونالد ترمب على الشراكة السرية بين أمريكا وإيران من حيث تقاسم الأرباح بعد سقوط القائد الراحل صدام حسين رحمه الله؟
وهل نجح أصدقاء ترمب في المنطقة بزجه في حرب بالوكالة ضد إيران؟
وهل ستخسر حسابات القائد " التاجر " دونالد ترمب فيما سيجنيه من ملايير الدولارات من دول الخليج؟
لاشك أن الرئيس الأمريكي الحالي هو أسوأ رئيس عرفته الولايات المتحدة الأمريكية على الإطلاق، فكل القرارات التي كان رؤساء الولايات المتحدة من دونارد ريغين الى باراك أوباما يرددونها في حملاتهم الإنتخابية، ولم يجرؤوا ، على تطبيقها ، نفذها دونالد ترمب مثل :
تحويل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس الشريف ، والإنسحاب من اتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ، فضلا عن الغاء الإتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى.
لا شك أن البعد العقدي سيكون له تأثير قوي في غير إيران وحدها، بل في جميع بلدان الشرق الأوسط.
من ضمن السيناريوهات المطروحة بعد مقتل سليماني تعطيل برنامج إيران النووي عن طريق قصف جوي، ،،
حشد الولايات المتحدة لتحالف ضد إيران مثلما فعلت بالعراق.
استهداف دول الخليج العربي وإسرائيل بصواريخ بعيدة المدى.
أما فيما يخص الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة فإن المنطقة ستشتعل أكثر فأكثر إذا ما سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى زيادة رصيده الشعبي قبل الإنتخابات التشريعية المقبلة في قابل الأيام، وإذا ماغامر بالحرب فإن ذلك سيكون في صالح الجبهة الداخلية الفلسطينية، وستكون نهاية أبدية لخطة كوشنير التي حكم عليها بالفشل قبل أن تبدأ.
مهما يكن فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون المستفيد الأكبر و الخاسر الأكبر في معركة مابعد الشهيد قاسم سليماني ، فلو كان دونالد ترمب يحسب حسابا للأهداف الإيرانية لأماكن الإستثمارات الأمريكية في الإمارات العربية المتحدة، والبحرين و المملكة العربية السعودية وباقي دول المنطقة، لما تجرأ على هذه الفعلة الشنيعة، وبالتالي فإن أسعار الذهب الأسود ستبلغ عنان السماء، وسوق العقارات ستهبط الى أدنى حد، والسياحة ستنخفض الى درجة غير عادية، و رأس المال الأجنبي سيبحث عن بيئة أكثر أمناًو استقرارا من منطقة الصراعات والحروب هذه ذلك أن الأذرع الإيرانية بإستطاعتها الوصول الى أية نقطة في المنطقة أنى كان تحصنها، وعليه إما أن تستفيد إيران أكثر من الولايات المتحدة في لملمة الجراح، وإما أن تقع الأخيرة في شرك القناص دونالد ترمب ويومئذ تسقط آخر ورقة من شجرة التوت إنهيار حكم الثورة الإسلامية بعد أزيد من أربعة عقود تحت قيادة الزعيم آية الله الخميني.