خفايا النفس- الشيخ المهدي بنيجارة

خميس, 12/12/2019 - 17:58

لم تفاجئني تقارير محكمة الحسابات التي نشرت عن الفساد في هذه الارض المزبيين اهلها و قد اوضحت اسباب ذلك في تدوينة سابقة . فأنا لست ممن يتملكه شعور : لعبر أو اتبهليل ، أو تتشابه عليه الزبدة مع الخندرية .

لكن ما تفاجئت به حقا . هو سرعة الدوان التي انطلق بها انصار النظام ضد النظام . حتى ظننت بأنه لم يطعمهم يوما من جوع و لم يؤمنهم من خوف . أو أنهم لم يتمسكو به قط وهم من كانو إلى حين . يحلفون بالله إنه لطاهر ثم إنه لصادق ثم إنه لأمين مبارك .
" فسبحان مقلب القلوب "

شخصيا....دعمت العشرية في اوج تألقها ، و انتقدتها في معمعان انحطاطها ، و اسديت لها النصح في كثير المواقف ، و دافعت عنها حين جبنت اقلامها و تناثرت كراريسها ، و كنت على ذلك الحال إلى يوم تحقيقها الحلم الأكبر ألا و إنه " التناوب السلمي على السلطة "

لقد كان إيماني بتلك العشرية اكبر مني بكثير و أهم مني بكثير . و كيف لا ، و العقل يرى تلك الحشود النخبوية ترتقي فيها مدحا إلى حد الردة . و تدعوا لقائدها بالبقاء إلى أبد الآبدين .
" و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون "

و اليوم... أقف حيرانا أتلمس آثار تلك النخبة . فلا أرى غير هارب بنفسه أو صامت على خجله أو متنكرا لوجه . فأتساءل عن الاتحاد فيخبري بأنه انتفض . و اقرأ من باقيات الشعر في عشرية اﻷنوار ، فإذا به يتبدد دونما استحياء و تنقلب كلماته إلى أضداد على ألسنة الشعراء .
بالله عليكم . هل علمت بمصيبة ابشع من مصيبتي ؟! و جهلا فوق جهلي ؟!
ألا فبلغوا القوم بأني . لما أتعلم بعد فن الإنسلاخ . ألا فاعلموهم بأن #السوداء ، لم تحنكني متى يكون البيع و ما ساعة الشراء ، علهم يفهموا بأني عزيز . ولا أرضا أن أكون إلا عزيز .