
صديقتي حنان ..
فتاة خلوقة خجولة مذ عرفتها وهي لا تتغير ولا تَتبدل، تبلغ من العمر الآن ما يزيد على ٢٦ عاما، تعرفت منذ ثلاث سنين على شاب يكبرها بحوالي ٩ أعوام،
وبينما كانت خارجة لتوّها ذات ليلِ صيفيّ يتلظّى حرا من عُرس لابنة خالتها في قاعة الأفراح المعروفة (العروس الخير ) إذ بذلك الشاب ذو الطّلّة البهيّة الذي يعتلي تلك السيارة الفارهة، يقف في طريقها معاكسا إياها وراميا بسهامه نحوها، لم يكن من حنان إلاّ أن فرّت من أمامه شاردة كالغزالة، حتّى وصلت سيارتها، وانطلقت بسرعة جنونية نحو بيت أهلها،
الشاب لم يستسلم وانطلق على إثرها يُراقبها من بعيد، لمّا وصلت حنان ألي المنزل وهمت بالنزول من السيارة فجأة أطَلّ الشاب من حيث لا تشعر، فما كان منها إلا أن تَرَجّته البعد عنها لكي لا يوقعها في الحرج أمام أهلها، فرد عليها، لن أبرح مكاني هذا حتى تعطيني رقم هاتفِك الخاص، فاستَسلَمت حنان للأمر الواقع وأعطته ما يريد، ومن هنا بدأت القصة
في البداية قدّم الشاب نفسه لحنان على أنه فلان بن فلان من أسرة برجوتزية معروفة، وبأنه يدير مؤسسة تجارية كبيرة، بالإضافة إلى كونه حاملا لشهادات عليا من جامعة فرنسية عريقة،،، لم يترك هذا الشاب أيّ وصف حسن إلاّ وألصقه بنفسه، ولم يترك فعلا يستحق المدح الا ونسبه لنفسه،
انبهرت المسكينة حنان بالشباب غاية الإبهار وصارت لا تفوِّت أيّّةَ سانحة الا واتّصلت بفارسها وفتى أحلامها الجديد ليُسمعها من عسل الكلام ما تشتهي وتحب،
ظلّت العلاقة مستمرة بين الاثنين لمدة تربوا على سنة وثمانية شهور، يزداد يوما بعد يوم أعجاب حنان بالفتى، ممّا جعلها تصارحُه بكل نواياها اتجاهه معبٍرة له عن أملها في دخول عش الزوجية معه على سنة الله ورسوله ،،، فما كان منه إلا أن يتعلل بظروف صعبة يمُرُّ بها في عمله نتيجة لانشغالاته وكثرة أسفاره، واعِدا إيّاها بتلبية رغبتها ريثما يجد الوقت مناسبا،،
فصدّقت المسكينة كل ذلك، وكيف لا تُصدٍّقه، وهو الملك المتربع على تاجِها الذي لا ينطق عن هوًى في نظرها،،
إلا أن قررت يوما من الايام أن تُواجهه بالحقيقة التي ليس منها بدٌّ، الزواج، أو الانفصال
فما كان من الشاب إلا أن اختفى فجأة ودون سابق إنذار،، وأغلق جميع هواتفه، وأصبح عَين بَيْظَة، جُنّ جنون حنان ولم تدري ماذا تفعل، وعشرات الأسئلة تتراقص داخل رأسها،
هل مات الحبيب؟ هل هو مريض؟ هل هو مسافر؟ هل وهل وهل؟ إلى أن انقضت مدة شهر كامل
ومما زاد الأمر صعوبة أنَّ حنان لا تعرف أحدا من أصدقاء الشاب يمكن أن يخبرها ماذا حل به، إلا أن تذكّرت أنها في إحدى خرجاتها مع الشاب مرُّوا بإحدى البقالات لشراء بعض الأغراض، وَوَقتها دخل الشاب في حديث مُطوّل مع أحد عمال البقالة، فقرّرت على الفور أن تذهب إلى نفس المكان لعلها تتعرف على ذلك الشخص، فلرُبما إحِلْ لْهَا الرّاص ويخفف عنها ما هي فيه من حيرة وتوهان،،، وفعلا وصلت إلى البقالة وتعرّفت على ذلك العامل، وأخذته على جنب وعرّفته بنفسها وأخبرته بأمرها،، وعن ضالّتها،، وهنا ضحكَ الرجل ملء فيه وقال لها : "انتِ بَاط جَيتِ في الشّبكة ذاك قِرِيبيَان مَا يَردَح، وأخبره بكل حقيقته"
وهنا كانت الصدمة،،، الحبيب وفارس الأحلام اطْلعَ عاطيها أسم مَاه حقيقي، وُاطْلع عاطل عن العمل، يَسكن في بيت خاله ويستَغل سياراته، والأدهَى من ذلك كله أنه متزوّج من بنت عمّه منذ أكثر من خمس سنين وله منها طفلين، وغِيابُه المفاجئ هذا نتيجة، لذهابه إلى زوجته في قرية أهله ضواحي مقاطعة (بَاسِكْنُو) في ولاية الحوض الشرقي
فلم يكد الرجل يُنهي حديثه المشؤوم هذا إلا وحنان قد أصابها من الحزن والهمّ والغمّ ما لا يعلمه إلا الله
حُزن ما زال وإلى اليوم رغم مرور أكثر من 3 سنين تشاهده في عيني تلك المسكينة الحنُون التي لا ذنب لها سوى أنها خُدعَت واستُغلت براءتها وعواطفها من قبل حيوانٍ مُحترف مَارِق لا يملك مثقال ذرة من انسانية.
قصة حنان هذه ليست سوى نموذج بسيط عن آلاف القصص التي عاشتها كثيرات من الفتياة الموريتانيات مع آلاف الرجال الكذابين المرضى نفسيًا الذين يُشعشِعُون لأنفسهم بما ليس فيهم،
فترى واحدا منهم مايصُوگْ أُلاَ إگود، لاَ شُغلَ ولا مشغلة، وهمُّه الوحيد هو أنُّ يَحرَگْ مخلوقات مولان بازْفَيط لَحمَر الّ مَا مِنُّ أُلاَ اعلِيه......
#يا رجالت موريتان دمّرتُ المجتمع اخلاكم ذا #من_لحريگ.
من صفحة منت اشريف