
تكاد فترة الشتاء تنتهي في موريتانيا دون أن يشعر الناس ببرودة والسبب هو ظاهرة الإحتباس الحراري وتأثيرها على كوكب الأرض.
وطبيعي أن يتأثر الإنسان بالمناخ سلبا أو إيجابا، وطبيعي أن يتأثر الإنسان بالغذاء الذي يستعمل ، برلمانيو الموالاة لا بد أن يكونوا قد تأثروا بإحدى هتين الظاهرتين - وطبعا تأثروا- حتى أصيبوا " بحموضة المواقف " ، في سنة واحدة، توافقوا بأغلبية ساحقة على تغيير الدستور و المطالبة بمأمورية ثالثة لولد عبدالعزيز حين كان رئيسا، وفي نفس هذه السنة 2019م / 2020 وافقوا بأغلبية ساحقة على التنكر للرئيس المؤسس لحزب UPR كما كانوا يقولون محمد ولد عبد العزيز و سحبوا البساط من تحت قدميه ومنحوا المرجعية للرئيس الخلف محمد ولد الغزواني، فهل أثرت ظاهرة الإحتباس الحراري على نواب الموالاة، أم أن المواد الحافظة في وجبات الجمعية أصابتهم بالحموضة في المواقف؟
إن المشرع بوصفه ممثلا للشعب ويحمل أمانة أمة يجب عليه أن يمتلك قراره، وأن لايكون صاحب مصالح شخصية على حساب مصلحة الشعب، ومما لا يصدقه العقل، ويرفضه المنطق أن يمتدح النائب الحاكم اليوم، و يشعل عليه النار غدا، وينعته بأبشع النعوت، والألفاظ النابية، يقول الإمام الشافعي من حكمه الشعرية:
ﻭَﻻَ ﺧَﻴْﺮَ ﻓِﻲ ﻭِﺩّ ﺍﻣْﺮِﺉٍ ﻣُﺘَﻠَﻮّﻥٍ
ﺇِﺫَﺍ ﺍﻟﺮﻳﺢُ ﻣَﺎﻟَﺖْ ﻣَﺎﻝَ ﺣَﻴْﺚُ ﺗَﻤِﻴﻞُ
ﻭَﻣَﺎ ﺃَﻛْﺜَﺮَ ﺍﻟْﺈﺧْﻮَﺍﻥَ ﺣِﻴﻦَ ﺗَﻌُﺪُّﻫُﻢْ
ﻭَﻟَﻜِﻨَّﻬُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟﻨَّﺎﺋِﺒَﺎﺕِ ﻗﻠِﻴﻞُ
.وقال أيضا:
ﺗﻤﻮﺕُ ﺍﻷُﺳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺟﻮﻋﺎً ﻭﻟﺤﻢ ﺍﻟﻀﺄﻥ ﺗﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻭﺫﻭ ﺟﻬﻞٍ ﻗﺪ ﻳﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺮ ﻭﺫﻭ ﻋﻠﻢٍ
وأقوال الشافعي لاحصر لها في هذا الصدد وكأنه يتحدث عن لسان حال بعضنا :
ﻭﻋﺎﺷﺮْ ﺑﻤﻌﺮﻭﻑٍ ﻭﺳﺎﻣﺢْ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺪﻱ ﻭﺩﺍﻓﻊْ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃَﺣْﺴَﻦُ ...
صدق بيرام الداه اعبيد، في هذه، وأخريات، حينما رفض جمع التوقيعات من أجل التحقيق في صفقات وقعها وزراء ولد عبد العزيز مع شركات دولية و حكومات أجنبية، مدمرة للأقتصادالموريتاني ، كان النائب بيرام الداه اعبيد و نوابا من المعارضة، وقلة قليلة من " نواب " الموالاة قد طالبوا في فترة " تطبيل " نواب الموالاة الداعمة للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بضرورة التحقيق في تلك الصفقات والملفات المتعلقة بإفلاس شركات سيادية نشأت والدولة الموريتانية هي أنير و سونمكس و صونادير فضلا عن الموت السريري لعملاق المناجم الموريتانية شركة " إسنيم " ، ناهيك عن مشروع السكر، وغيره... فلماذا لم يفتح النواب ملفات تتعلق بالإسترقاق، ولم يتكلموا عن التهميش والإقصاء والإختلاس، في فترة المسيرات الداعمة للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ؟
إنه الكيل بمكيالين، إنها المصلحة الذاتيةالأنانوية ،التي تفتقر الى الميثالية، وفي الأخير نختم بقول الإمام الشافعي الذي لا غناء عنه لكل شيخ أو سياسي؛ أو حاكم ورع؛ ينشد العدل و الورع ، ويكره الغبن :
ﺟَﺰَﻯ ﺍﻟﻠﻪُ ﺍﻟﺸَّﺪَﺍﺋِﺪَ ﻛُﻞَّ ﺧَﻴْﺮٍ ﻭَﺇﻥْ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﻐﺼّﺼُﻨِﻲ ﺑِﺮِﻳﻘِﻲ ﻭَﻣَﺎ ﺷُﻜْﺮِﻱ ﻟﻬَﺎ ﺣﻤْﺪﺍً ﻭَﻟَﻜِﻦ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﻬﺎ ﻋﺪﻭﻱ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﻲ.
وسلام على من اتبع الهدى ...