
ثلاث خطابات للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني خلال المائة يوم من توليه لرئاسة الجمهورية الإسلامية، أقول الإسلامية لأن موريتانيا سبقت إيران لهذه الميزة .
إن الخطابات الثلاثة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ، كلها خطابات في غاية الفصاحة والذوق الأدبي الغني بالمفردات الجميلة التي تعيد الى الأذهان أيام الزمن الجميل في العصور الذهبية سواء في صدر الإسلام أو في مرحلة الصراع القطبي بين المعسكر الشرقي و المعسكر الغربي.
إن خطاب " الرئيس محمد ولد الغزواني في الإستقلال " لا يقل كثيرا عن خطابه في " حفل التنصيب " وكذا إعلان " الترشح " وعود، وجد بعضها من الوقت ما يمكن أن يترجم على أرض الواقع ، تخفيض الأسعار، وتقريب الإدارة من المواطن، والإعتناء بالفئات المهمشة، هذه أشياء لا تحتاج عناء كبيرا، فلم تجد الفئات المهمشة أكثر عناء من تدوير الوجوه القديمة في المشهد السياسي؛ ولم تجد الفئات المهمشة العناية بها في التعيينات الأخيرة خلال المائة يوم من حكم الرئيس محمد ولد الغزواني .
إن المدرسة الجمهورية حلم راود الغيورين على الوطن، ولا أحد أكثر "غيرة "على وطنه من الرئيس محمد ولد الغزواني، إنطلاقا من المشاريع الواعدة التي تضمنها خطاب الترشح، وخطاب التنصيب، وخطاب الإستقلال؛ ولكن أبجديات التقرب من المواطن، و العدالة الإجتماعية، و الأساسيات التي تمس حياة المواطن كان ينبغي أن تلامس الواقع، ناهيك عن الإعلان عن الزيادة في أجور العمال و التغلب على الأنقطاعات المتكررة للمياه و الكهرباء ؛ صحيح وقع تقرب و إنفتاح على القوى السياسية، و أصبحت المعارضة تستشار و تشارك في الرأي والمشورة و تحضر المناسبات الوطنية، فلماذا لا تشارك المعارضة في إدارة الشأن العام مثلا ؟
إن قاطرة تنفيذ البرنامج الذي أنتخب عليه الرئيس قد إنطلقت، وفق ما ختم به فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني خطابه في الذكرى التاسعة والخمسين لعيد الإستقلال ، المواطن في آدوابة و ضواحي المدن، و العمال البسطاء، يريدون هذه القاطرة أن تتجسد على أرض الواقع في إصلاح التعليم والصحة والزراعة والصيد و إعادة إصلاح الشركات الوطنية المنهكة بالديون و يريد المواطن البسيط المتعطش الى الإصلاح و التغيير البناء محاسبة المفسدين و إعادة الأموال المنهوبة لشعبنا في العشرية المنصرمة ويريد المواطن البسيط وضع الرجل المناسب في المكان المناسب... ...
ليس الإستقلال تظاهرة تخلد فحسب ، الإستقلال يحمل دلالات عميقة، فكلما كان الإعتماد على الذات في المسائل الجوهرية في الأكل و الصحة والصناعة ، كلما كان الإستقلال أعمق،و أكثر دلالة ، وكلما كان التعلق بالآخر في تلك الأشياء، كلما كان الإستقلال " مقيدًا "" ؛ فلنفك عرى الإرتباط بالغير، بأشياء عملية ملموسة ، ولكي تتحول الأقوال الى أفعال فإن الشعب يأمل أن يكون الرئيس محمد ولد الغزواني مصلحا إقتصاديا و إجتماعيا وسياسيا - وهو مصلح- إذا أخلص المعاونون له للوطن ؛و إذا ما كان الجميع يحمل الإرادة الصادقة للإصلاح ، أملنا أن يتحقق ذلك .
الوطن فوق كل إعتبار///