فرصة لا تعوض..إنفتاح النظام على كل القوى السياسية - محمد ولد سيدي كاتب ومدون

أربعاء, 11/13/2019 - 13:50

أعتقد أن البلد في جو من التقارب والملاطفة السياسية يجب أن نعمل جميعا على تقويتها بتعزيز أواصر القربى بين النظام و المعارضة، وبالتالي فإن الصفحة التي فتحتها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مع أطياف المعارضة عموما واللقاءات المتتالية وتبادل النقاشات معهم الواحد تلو الآخر، و مواكبة الإعلام العمومي لهذا التوجه الإيجابي يستحق التنويه والإشادة والدعم، برأيي المتواضع، فإن على الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، أن يبعد عن البلاط كل من يقف في وجه قطار الإصلاح، ممن يعتبرون مستشارين، أو مكلفين بمهام.
إننا في مرحلة من المصالحة الوطنية والمكاشفة وتلطيف الأجواء وهذه المرحلة ينبغي أن تبقى نقية خالية من التلوث الفكري والصدام بين مختلف المدارس والتيارات السياسية ، ماكان على أحد صقور عشرية الصدام والإنغلاق والفساد أن يصب الزيت على النار على أحد تلك التيارات الفاعلة والمؤثرة في المجتمع والأكثر تنظيما وتطبيقا لمادة الديمقراطية والتكافؤ في الفرص.
على الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، إذا كان " ينوي " الإصلاح،- وندرك أنه يسعى إليه- أن يطهر القصر الرمادي، من المرضى فكريا، والحاقدون على الإصلاح، فالدولة يمكن أن تستغني عن أي فرد مهما كان علو منزلته، و مكانته، وحسبه، ولكن الأفراد لا يمكن أن يستغنون عن الدولة لأنها هي الحاضنة لهم، والمسؤولة عن حياتهم، وأمنهم، ووحدتهم، والدفاع عنهم بالغالي و النفيس.
نعلم أن الإصلاح صعب ، تقف دونه شبكة من العلائق والعوائق المتراصة والمتداخلة، لكن تلك الحصون، ليست شيئا، إذا ما وجدت الإرادة السياسية والعزيمة القوية...
إننا في حالة من النقاء السياسي، يجب علينا أن نستغلها، أيما إستغلال، فالشعب، كل الشعب يريد الإصلاح، وإليه يسعى، إلا ثلة من الأنايين، تعيش على الوشاية، والفرقة، و زرع الفتنة بين الراعي، ورعيته، فأحذرهم سيدي الرئيس قاتلهم الله أنى يؤفكون .
إننا في مرحلة " لم الشمل " لم تكن هناك معارضة، كما لم تكن هناك موالاة، فلم لا تكن هناك حكومة ائتلاف وطني، فالظرفية، تسمح بذلك، مادام أن الشعب وقفة وقفة رجل واحد يهيب بوزير الصحة السيد نذيرو ولد حامد و الإصلاحات التي قام بها في قطاعه وأولها الحرب ضد مزورو الأدوية و باعة السموم القاتلة، كما أهاب الشعب بالرئيس الذي جاء بنذيرو الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
كفى حروبا، بين الإسلاميين والليبراليين، بين التقدميين و المحافظين، والحقوقيين و المتزمتين، الوطن يحتاج الى أيادي " بيضاء " و عقول سليمة، و أنفس طاهرة، مؤمنة، تكره الغبن، وتعشق البناء .
فرصة لا تعوض، إنفتاح النظام على كل القوى، بداية مبشرة، لكنها لا تخلو من الخدش، استمرار النهج في مسلسل الهيمنة لبعض المكونات، على حساب الأخرى، وهذه كبوة، مازال الأمل يساورنا في الإصلاح المنشود، عدالة، و تكافؤ في الفرص، و تحسين الظروف المعيشية للسكان ، والضرب بيد من حديد على كل خائن أيا كان انتماؤه، أو مكانته....
فرصة لا تعوض..إنفتاح النظام على كل القوى..