هل تعود نظرية "الصراع الطبقي" من جديد علي الواجهة؟
الثورة علي الغبن و الفساد تجتاح من جديد العديد من بلدان العالم. ولو اذا تعددت الاشكال فالمضمون يبقي واحدا: رفض قاطع من طرف كل الذين يعانون غبن وفساد النظم الحاكمة في كافة البلدان التي تتقاسم الأساسي من المميزات في أوضاعها العامة.
في بداية العقد الثاني من هذا القرن الواحد والعشرين ميلادية تفاجأ العالم بما عرف آنذاك بالربيع العربي . وكان عبارة عن انتفاضات سلمية شبابية عفوية ، حظيت بمساندة شعبية واسعة . واجتاحت الظاهرة العديد من البلدان العربية ذات الأحكام القديمة والقاسية. والميزة المشتركة لهذه الانتفاضات الشعبية في بداياتها هي الابتعاد عن اَي صبغة ايديولوجية او مذهبية والمطالبة بنظام مدني ديمقراطي . وبذالك أفزعت الكثيرين وكذالك اصحاب المصالح الأجنبية والداخلية. فعمل الكل علي أجهاضها وإفشالها حتي في بعض الحالات في بحر من الدم . وفعلا نجحوا في ذالك .
بعد تلك النتيجة السلبية كانت الخلاصة التي بقت في الأذهان هو ان الربيع العربي كان غلطة تاريخ لا غير.
وفجأة ظهر ربيع عربي (وحتي عالمي ) جديد . في صيغته الجديدة يبدوا انه اكثر حزما ويقظةًمن سابقه. فهذه المرة الشعار هو: الابتعاد و التنديد الصريح بالمذهبية وكافة السياسات التقليدية وأصحاب النفوذ الداخلي والخارجي، وأكثر من ذالك المطالبة بالدولة الديمقراطية العلمانية في ممارستها السلطة.
كان شعار الربيع الأول هو إسقاط النظام، اصبح الشعار الربيع الجديد هو إسقاط كافة الطبقة الحاكمة وبرموزها الأكثر احتراما و "تقديسا".
وكأن نظرية "الصراع الطبقي" تعود من جديد علي الواجهة.
احمد سالم المختار-شداد