
سمعت الرئيس السابق معاوية ولد الطايع في بطحاء تجكجة يبشرنا بالنفط والغاز واليورانيوم وخيرات كثيرة....
ذهب عهد ولد الطايع وجاءت الفترة الانتقالية وأكدت على ذلك مع اعطاء الأولوية لتطوير الديمقراطية وجاء عهد سيدي ولد الشيخ عبدالله وألهتنا الدولة العميقة في مسألة تسوية الارث الإنساني وهو مصطلح جر من المشاكل مالم نجد من وراء تسويته من الإيجابيات ثم تمادت الدولة في تصاممها عن حال المواطنين والكوارث التي لحقت به وحصلت مظاهرات في اقصى المناطق الحدودية نظرا للوضع الكارثي وشعور الناس بالفاقة والجوع الشديدين ما حدا ببعض المواطنين إلى النزول للاسواق واخذ مايحتاجونه من مواد غذائية عنوة في موجة غضب تطورت لرفع علم دولة مجاورة في قرية من قرى الحدود.
ثم حصلت الحركة التصحيحية لاعادة القاطرة إلى السكة... ثم جاء عهد رئيس الفقراء في مأمورية أولى وزاد الثانية شهدت فيهما البلاد تطورا عمرانيا وإداريا ملحوظا غير أن الفساد لم يتم القضاء عليه بشكل مباشر وإنما تم تجفيف منابعه وطرق حصوله... فعمد بارونات الفساد إلى الاستثمار في السياسة للإلتفاف على إرادة الرئيس في محاربة الفساد فكان لهم ما أرادوا وتم تحويل العمل السياسي إلى مطية للفساد وتصدر المفسدون المشهد بقوة حضورهم السياسي وفرض انفسهم بشراء الذمم في المناسبات السياسية وحجز مقاعدهم في المقدمة بكل مكونات الأغلبية الحاكمة وهو ماخولهم السيطرة والتوجيه لسياسة الحكومات المتعاقبة منذ ٢٠٠٩ وحتى اليوم وهو ما أحسه الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز ويدركه الرئيس الحالي وهما معا يسعيان إلى ترويض هذا الكشكول الذي يمثل الداعم الأبرز لهما في مسارهما المشترك في حكم البلد.
ولذلك سعى الرئيس الاسبق إلى تجديد الطبقة السياسية ولكنه لم ينجح بفعل قوة الاختراق لبارونات الفساد المدعومة من بعض رجالات الدولة العميقة؛ غير أن الأمل كبير مع فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الغزواني الذي يعرف مفاصل الكشكول ومفاصل داعميه ويعرف كيف يروضهم وستأتي الساعة التي يفرض فيها العدل ويبرز فيها معنى العهد؛ فللعهد عنده معنى.