لم أخذ من خطاب الرئيس محمد ولد الغزواني غداة حفل التنصيب في الأول من أغسطس 2019م بقصر المؤتمرات المرابطون إلا عبارة واحدة...سأحترم الدستور، إنطلاقا من المواد المحصنة، ولم أدعم أية مبادرة تدعو الى تغيير المأموريات... عبارة تستحق التوقف و الإشادة وتنم عن صدق النوايا ، ولدعاة المأمورية الثالثة أن يأخذوا ما تبقى من الخطاب القيم ، كم هو جميل الإلتزام بالدستور، وكم هو جميل أن ينعم البلد بالإستقرار، فما نمت أمة إلا بالإستقرار، و لم تبنى حضارة إلا بالإستقرار، ولم يخلق إبداع إلا بالإستقرار، ولكن، سيدي الرئيس، من حقنا ك مواطنين مغلوبين على أمورنا أن نتساءل :
مافائدة الإستقرار ، و الإلتزام بالدستور إذا لم تكن السيطرة على الفساد ممكنة، وما فائدة الإلتزام بالدستور إذا لم نضع الميسم على الجراح؟
الحقيقة أن الوطن يتألم، يعاني من إنتشار ثقافة المكر، والخداع، و تدمير القيم بشكل ممنهج، و مقونن عن طريق شرذمة نخرت كاهله بشتى طرق الإحتيال، واللعب على العقول .
في كل مرحلة من تاريخنا المضطرب، نبدأ من الصفر، رغم كثرة الموارد و المصادر، وقلة تعداد السكان، فيصاب الناس باليأس و الإحباط، كلما جاءت أمة تلعن أختها ، فهل سيخرجنا ابن العشريات، الذي شهد المشاهد كلها، حلوها، و مرها السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني من لعنة الفقر، والفساد، والرشوة، والقبلية، و الجهوية ، والهيمنة، والإقصاء...؟
إن الآمال الملقاة على عاتق الرئيس المنتخب كبيرة، وحسبنا أن يكون قد تعلم من أخطاء الأنظمة السابقة، وإذا ما خالفت الأفعال أقوال خطاب القسم الدستوري فيعني ذلك أن المدارس تتقاطع جميعها في الفشل، فلئن كان الرئيس المؤسس نجح في صنع دولة من اللا شيء،فإن المنحدرين من بقية المناطق لم يستطيعوا إحداث نقلة نوعية تضع البلاد في دكة الدول ذات التطور الأقتصادي والإجتماعي والثقافي، فالأقتصاد مازال يعتمد على مرتكزات عفا عليها الزمن، و على المستوى الإجتماعي مازال المجتمع ك ماهو، عربي، إزناكي، زاوي ، عبد، إيكيو، إمعلم، وعلى المستوى الثقافي، فالثقافة بالنسبة للدولة الكومباردورية لا تعني إلا الشعر بلونيه الشعبي و الفصيح ملحق بالصناعة التقليدية ، والمفارقات أن القيمين على هذا الحقل، حقل الثقافة، فشلوا في خلق ثورة ثقافية قادرة على تحطيم كل الأوباش الإجتماعية إذ مازالت مؤسساتنا الإعلامية تتغذى بالمنتوج الخارجي كما يتغذى القيمون عليها بالمواد الإستهلاكية القادمة من دول المغرب العربي و أوروبا .
قصارى القول، فإن الرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني، مطالب بتغيير الأوضاع الأقتصادية والإجتماعية والثقافية بشكل سريع، مثلما غير إسمه بشكل أسرع قبل الحملة الإنتخابية، وبعدها...