لاشيء أغلى في الوجود، من الحرية، والسلطنة، فالحرية تمنح حق التنقل، وحق التفكير، وحق الإبداع، وحق المشاركة في فنون الحياة.
والسلطنة تمنح صاحبها، لذة الملك، ولذة النفوذ، ولذة القوة، فمن حكَّم عقله، استخدمها لله، والعباد، ومن حكَّم هواه استخدمها لغير ما يرضي الله ...
في الحلقة 2 من " سلطان يعتلي عرشه " لا شك أن كل الأنظار تتجه الى الرئيس غزواني، والقلوب لدى الحناجر، من سيبقى في الحكومة الجديدة؟ ومن سيجدد عقده ؟ ومن سينفى من عرين خزائن البلاط؟ وماذا سيكون غزواني، هل هو حاكم قوي، أم ضعيف، متسامح مع النهب، أم متشدد؟ فاعل، أم مفعول به؟ هل سينتصر الفساد- كما هو الأغلب- أم سينتصر الإصلاح... كل هذه الأسئلة وغيرها " حلها " مرتبط بشخصية الرئيس المنتخب محمد ولدالغزواني الى جانب الدعائم الثلاثة التالية:
1 - الأغلبية الموروثة عن الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز.
2 _ المعارضة المناصرة
3 - الزعامات التقليدية
النقطة الرابعة التي لايمكن تجاهلها هي :
4 - النسبة التي تحصلت عليها المعارضة " الرافضة " مجتمعة، أو متفرقة ، 48% _18%_...
فإذا ركز ولد الغزواني على موروث UPR من النواب و العمد، القدامى، والجدد، فلا شيء تغير ، وإذا منح المهاجرين الجدد نسبة معتبرة، فتلك كارثة ستكون لها إرتدادات عكسية، و إذا سلك " أثر " زعماء القبائل، والمشاييخ الصوفية فذلك عود على بدء ،، وإذا إنفتح على المرشحين الآخرين - وخاصة بيرام الداه اعبيد - وهو ركن مهم في المعادلة السياسية - فإن الدوائر التقليدية البرغماتية ستحاول أن تفرض هيمنتها على الرئيس الجديد كما ألفت أن تفرضها على كل من اعتلى صهوة الرئاسة ، فكيف سيوفق الرئيس محمد ولد الغزواني بين هذا الرباعي؟ وهل سيفي بتعهداته أثناء الحملة الإنتخابية فيما يتعلق بمكافحة الفساد و البيروقراطية الإجتماعية و رفع الأجور و التشغيل وهل سيجد من الرصيد ما يبعث الى الأمل في خلق ديناميكية جيو إقتصادية و إجتماعية سريعة و إذا ما وجد الخزينة خاوية على عروشها شأن الرؤساء المتتابعين، إعل رحمه الله و سيدي و عزيز، فما ذا لو تكرر السيناريو هذا، سيناريو تجفيف الخزينة ، سيناريو" الخواء "مع الرئيس الجديد محمد ولد الغزواني ، ما العلاج إذن الإستنجاد بالقوى المانحة، و إعتماد فلسفة الطمأنة، و إشغال الرعية طيلة الخمسية، أو العشرية، عند كل فصل بكرامات السراب، والحظ، تارة الذهب، وتارة اللؤلؤ، وتارات أخرى سحب من الوعود تخمد النفوس المتألمة فقراً ، و بطالة، وحرمانا ً .
أملنا أن يكون الرئيس محمد ولد الغزواني، من أولئك القلائل الذين حفظهم التاريخ من أوفى الناس بالعهود كالطائي الذي أفدى نديم النعمان بن المنذر و مدير ديوانه من موت محقق ، كان سببا في إلغاء الملك الجبار قانون اليوم العبوس الذي راح ضحيته آلاف الأبرياء.
ونتمنى أيضا أن يتصف الرئيس الجديد محمد ولد الغزواني، بصفات الملك العادل الذي تهوي إليه الناس من كل حدب وصوب، فأينما كانت العدالة، كان الرخاء، وأينما كان الرخاء، عم الأستقرار، و أينما عم الأستقرار، عم الأمن.