إتفق الناس، ولم يختلفوا، على حفظ الرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني للعهد - وقد وجد فرصة حادثة إطويلة للخذلان ، فلم يغتنمها، حفظا للعهد ، إنطلاقا من المثل القائل ، إنما الإخوان عند الشدائد، ولو أنه إغتنم" إطويلة "، لولت إليه وجوه التلون، والنسيان شطرها ، مادحة ،مهللة ، طامعة، خانعة...
غزواني فعلا، مرشح العهد ، وعليه يعقد " الأمل " ولكن ، كرسي الرئاسة ، يغير الطبائع، أملنا أن لا يتغير طبع الرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني، وأملنا أن لا يصغي ، لبطانة السوء التي أهلكت الحرث والنسل، ووجدت في كل رئيس ضالتها، فمن وجدته سالكا سبيل الهدى، ضللته، ومن وجدته مائلا عن الحق، لم تعينه على الرشاد...
من منطلق حفظ العهد، ومعنى العهد، نعقد الأمل على الرئيس الجديد محمد ولد الغزواني، الذي أحرز لقب الرئيس ب " عسر " ، نتمنى أن يدرك معنى،" عسر"
و معنى المهمشون، فقد كان قائدا للأركان، ووزيرا للدفاع، وأوسمة الترقية، لا تحتاج الى إمتحان، في أغلب الأحيان ، و أبناء موريتانيا جميعا الأكفاء ، يحرم بعضهم، و يستفيد من لايحق له الإستفادة، في إعتلاء المناصب السامية، فوقف الظلم حجر عثرة أمام أخيار الأخيار من أبناء الوطن، بمختلف ألوانهم ، وشرائحهم ، حتى التقاعد ، في كل حقبة ، وفي كل عهدة ...
سيدي الرئيس، الكتاب أطباء المجتمع، و أفكارهم لقاحات، ضد الأمراض الإجتماعية الفتاكة؛ الفساد، القبلية، الجهوية، الرشوة؛ العنصرية، الزبونية، الفئوية ، مفردات الدونية هذه، والرجعية، كلها حريق قابل أن يحول الأبراج الى أثر بعد عين؛ أعدل في حكمك، ولا تأخذك في الله لومة لائم، ورمم ما يجب ترميمه، وأقم الأعوجات- وهي كثيرة- فإن أنت إنتصرت للفقير، والمظلوم، فقد إتسمت بصفات الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز ، حكم، فعدل ؛ فنام...
لا أحب التفخيم، والألقاب؛ فكل رئيس جلس على الكرسي الذهبي، فإن خواطر الأدباء، وملكات الشعراء؛ تسوسه بما تنوء به العصبة، أولي القوة من الألقاب، طمعا في جاهه، و تقربا الى بلاط سلطانه ، سأمنحك لقب إتخذته من خطابك عند إعلان الترشح رئيس " العهد "، و آخر مني " رئيس " الأمل " ، متشائم من ذينك اللقبين، لأن وجوها مخدوشة بالفساد، دمرت مشاريع للفقراء، وعبثت بديون على الأجيال القادمة، محسوبة من قبطان سفينتك ، ومع ذلك مازلت عندي " رئيس " الأمل " ، والبناء و الإصلاح، والعدل، والمساواة، ومازال الأمل يحدونا أن تنعكس ثرواتنا الهائلة علينا من الذهب والسمك والزراعة والحديد...
كم هو مؤلم ، أن تتقاتل 65000 عاطلا عن العمل على 2700 منصب شغل، فما بالك بالذين لم تسعفهم الظروف في المشاركة في ماراتون البطالة هذا، وكم هو مؤلم تتراوح نسبة النجاح في الباكالوريا مابين 1% الى 7% ، وكم هو مؤلم أن يشتكي الأطباء و الممرضون من قلة الوسائل، وإنتشار الأدوية المزورة؛ وكم هو مؤلم أن تحين الإنتخابات الرئاسية والأطباء و المعلمين في احتجاجات دائمة، ناهيك عن من سرحوا، وهاجروا عن الوطن بالآلاف، أو من تبتلعهم خنادق تيرس و أنفاق تازياست...
- لا مجاملة في سرد الحقائق، إذا كانت الثلة تعتمد في وجباتها الأساسية على وجبات ماكدونالد الأميركية، فإن 99% من الناس يعتمدون على أرز الصين و تايلاند ودجاج السعودية وخضروات المغرب وزيوت أوروبا و آسيا.
- لا مجاملة في سرد الحقائق، ولا ننكر أننا شعب، يتأقلم بسرعة، وينسى بسرعة، و أننا الشعب الوحيد الذي أحن فيه الأمي على وطنه، من المتعلم نفسه، فلم يدمر الأمي إقتصاد البلاد، و إنما دمره، الساسة، والمتعلمون، فالرجاء من الرئيس الجديد أن يضع حدا للفساد، و من يمتهنون ثقافة الفساد، والإحتيال .