
حكم بوكاسا جمهورية إفريقيا الوسطي منذ عام 1966 وحتى نهاية السبعينيات حيث قاد انقلابا عسكريا وأطاح بالحكومة المدنية ، و لم يكن مجرد طاغية مستبد بل حطم جميع الأرقام القياسية في الوحشية و البذخ والإسراف والسفه لدرجة انه أصبح لديه هاجس بأن يصبح نابليون بونابرت إفريقيا.
قام بوكاسا بتحويل بلاده إلى منتجع لمسئولي الحكومة الفرنسية حتى انه منح الرئيس الفرنسي مساحة واسعة تغطي النصف الشرقي للبلاد لكي يمارس فيها رحلات الصيد البرى وكان يغدق لهم بالهدايا وقطع الماس الثمينة التي لا تقدر بثمن.
عام 1976 مات ربع اطفال شعبه من الجوع ، وفي سنة 1977 قام بوكاسا بمحاكاة بطله نابليون، وتوج نفسه إمبراطورا على أفريقيا الوسطى في حفل تكلف 20 مليون دولار، وبهذا أفلست البلاد عمليا. تاجه المرصع بالألماس تكلف وحده 5 ملايين دولار، حيث صرف على الحفل هذا كل القرض الذي تلقته بلاده من فرنسا ، ولم يدعوا غير زعيمين من رتبته و هما امبراطور ايران و امبراطور اليابان .
وفي عام 1979 اعتقل المئات من تلاميذ المدارس لأن أولياء الأمور لم يستطيعوا تحمل نفقات الزى المدرسي الذي تنتجه شركة تملكها إحدى زوجاته. وأشرف بوكاسا شخصيا على قتل 100 من أطفال المدارس من قبل حرسه الإمبراطوري
في 20 سبتمبر 1979، أطاح به المظليون الفرنسيون وأعادوا تثبيت داكو رئيسا للبلاد.و بدأت المهمة الصعبة للكشف عن بقايا ضحاياه حيث عُثر على عشرات من بقايا تلاميذ المدارس الذين عذبوا حتى الموت.
وفي قصر الإمبراطور وجدت عظام سبعة وثلاثين طفلا آخرين بالقرب من أرضية حمام السباحة الضخم قدموا كوجبات شهية للتماسيح بوكاسا الأربعة المدللين..
كما وجدوا ضحايا مجهولين يبدو أنهم كانوا آخر ما تم تقديمه من وجبات على مائدة الإمبراطور الذي أسرف في أكل لحوم البشر.
و روى دبلوماسي عراقي كان يعمل في سفارة العراق بجمهورية أفريقيا الوسطى انه رافق الرئيس جين بيدل بوكاسا في زيارته للعراق عام 1975. اوضح ان الرئيس العراقي الاسبق احمد حسن البكر اقام دعوة لبوكاسا في قصر دار السلام وقد اعجب بوكاسا كثيرا بالطعام العراقي واشاد بالطباخ الماهر الذي اعد الطعام،
فما كان من الرئيس احمد حسن البكر إلا أن تبرع بالطباخ العراقي المدعو ياسر لضيفه وفعلا اصطحب بوكاسا الطباخ ياسر معه إلى أفريقيا الوسطى.
وكشف الدبلوماسي العراقي ان الطباخ ياسر اختفى بعد مدة من وصوله إلى أفريقيا الوسطى وبعد بحث مضن تبين ان بوكاسا قتل الطباخ ووضعه في ثلاجة كبيرة كانت مخصصة لضحاياه يقوم بالتهامها تباعا.
لما أطيح ببوكاسا حكم عليه بالإعدام و نفي بشدة تهمة اكل لحوم البشر مبررا ذلك ان لحم البشر شديد الملوحه ، خفف الحكم إلى السجن عشرين عامًا ، ثم أفرج عنه سنة 1993 ،
ومات بعد ذلك بثلاث سنوات بنوبة قلبية وقد ترك 15 زوجة و 50 ولداً وبنتاً..