لا احد ينكر ان ديمقراطية العرب هي ديمقراطيتي انا التي اريدها و الاخرين ما عليهم الا قبولها و لا يوجد حلا غير ذلك كما و صف هذا المنطق احد الفلاسفة في القرن العشرين عندما سال عن ما هي حقوق الانسان فأجاب بان حقوق الانسان هي حقوقي
اما عرب الديمقراطية فهو أيضا ما لا ينكره احد حيث يتمثل في التنظير من خلال الشعارات البراقة للنخبة العربية و الذي كل من هذه النخبة يهدف من خلاله الي الوصول للسلطة و من تم يشد اعناق من هم لا يتوافقون معه و المحصلة في كلا الحاتين واحدة أي ديمقراطية العرب و عرب الديمقراطية
قصة بسيطة اتركها للقاري كي يكيفها او يفسرها وفقا لما يري من خلال ما سلف
احد العرب في احد بلدان العرب الكبير كان يمتلك معصرة لعصر الزيوت وكان يمتلك حمارا قرر ان يوظفه لخدمته في جر الرحاء التي تدهس الزيتون مما معه يجب علي هذا الحمار ان يلف بالدوان من اليمين الي الشمال نهارا و ليلا
و بالفعل كان الحمار مطيعا و كان هذا العربي لا يريد للحمار ان يتوقف عن الدوان فكان يضع له اكله امام راسه وهو في حال دوان يتناول الوجب الغذائية التي قررها هذا العربي لحماره و لا يتوقف هذا الحمار عن الدوان الا لشراب الماء او بالليل متأخرا كي ينام قليلا بما يتوافق مع نظام صاحب المعصرة
ضل الحمار علي هذا الوضع طوال كل الوقت و الزمن الي ان اصبح هذا العربي في منافسة مع استعمال الآلات الحديثة لعصر الزيتون واصبح عمله غير مجدي و خصوصا ان الحمار اصبح كبيرا بالسن ولا يستطيع الدوان بالسرعة المعتادة كما كان بشبابه
قرر هذ العربي ان يقفل المعصرة و من تم لم يعد في حاجة الي حماره الذي اكلت عليه الايام فقرر ان يترك الحمار في احدي القري القريبة حيث يتوفر الماء و بعض المزارع أي ان بمعني اخر ان هذا العربي قرر و علي طريقته الخاصة ان يعطي الحمار حقوقه التقاعدية بالقرب من قطيع من الحمير لعله يستطيع ان يتزوج ويعيش حياة هنيئة
و بالفعل خرج الحمار الي الشمس و الي الحرية و ما اجمل الحرية بعد مضي كل عمره في معصرة العربي في الظلام
ولكن ما ان خرج هذا الحمار الي الحرية حتي اصطدم بالواقع فهو لا يعرف شيء من الحياة التي تعيشها بقية الحمير و انه افضي كله عمره تحت نظام ديمقراطي عربي
نظر هذا الحمار يمينا و شمالا متحسرا علي ديمقراطية العربي و قال يا للهول انه عالم اخر لم اتعود عليه
عندها بداء الحمار في الدوان كما كان يفعل بالمعصرة و ضل علي هذا الحال التقاعدي ولكن لم تمضي الا أيام قليلة حيث انتحر عطشا و جوعا و هو يقوم بالدوران ولكن هذه المرة من الشمال الي اليمين
ما حصل لبلدان الربيع العربي لا يختلف عن حال حمارنا هذا و هكذا وللأسف
في العلوم الجنائية كشفت الدراسات ان المساجين الذين يقضون كثيرا من أعمارهم بالسجون يفضلون العيش بالسجون علي العيش في حرية مع العالم الخارجي و من تم يقترفون جرائم اخري جديد كي يعودا للسجون او يقدمون علي الانتحار
حمارنا هنا قرر ان يستمر في الدوران الي الموت