نفحات إيمانية بدت أول ما بدت في خطاب محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني في خطاب إعلان الترشح ، ومن تلك النفحات الوفاء بالعهد... أتعهد..والعهد عندي بمعناه! عبارة في غاية الروعة والجمال والحس الأدبي الجياش، كانت لوحدها خطابا ، و سلطانا لفحول الشعراء و الأدباء و الساسة...وكانت الوعظ، و الإرشاد، والموعظة الحسنة التي فككت الثنائية القائمة في البلد المعارضة و الموالاة، فأنشطرت المعارضة الى قبائل شتى، وزادت من الإحتقان السياسي، و التفكك، وتحول مشروع " المرشح" الموحد " الى أضغاث أحلام، بينما عانت الأغلبية من تصدعات كادت أن تعصف بها، و حمي وطيس الصراع بين أنصار الخطيب المفوه، و الداعية البليغ ، و إنقسمت العامة فئتين، فئة جاذبة ،وراء خطاب المترشح غزواني، و فئة طاردة تنوي التقوقع على ذاتها، لكنها، مجبرة، مكرهة على ما فرضته إرادة الخالق جل وعلا، فكان ما كان أن نشأت ظاهرتا التغزون و اتكلبتي، و أعاد التاريخ دورته في العصر الذهبي فتشكلت لدينا ثنائية المهاجرين والأنصار، فخطاب غزواني أدى الى هجر أحزاب لتكتلاتها، و تخلي أفراد و شخصيات سامية عن مبادئها، و أفكارها...
غزواني ..منا..ولنا ..وإلينا.. ولغيرنا : منا لأنه إتخذ من العهد هدفا أسمى للوعود والإلتزامات التي قطعها مع الله أولاً ، و مع الشعب ثانياً ، ومع نفسه ثالثاً ، و؛ " لنا "
، و " إلينا "، و " لغيرنا " بالفوائد المثلي التي سنجنيها من برنامجه الإصلاحي الشامل للركائز الأساسية للحياة؛ الأمن و الإستقرار، والصحة الراقية، والتعليم المثمر ، والتشغيل، وتقوية اللحمة الإجتماعية، دون نسيان الجوانب الثقافية، والإشعاع الفكري، والحضاري ، والديني الذي تمتاز به البلاد عبر ما يعرف بتعليم الكتاتيب أي " المحظرة " عندنا .
غزواني،" لنا " ، ممن يتقاطع مع مشروعه السياسي، وبرنامجه الإنتخابي، و" لغيرنا " من المعارضين لأن رؤاهم ، في تنمية الموارد البشرية، وتعمير البلاد، وازدهارها، وانفتاحها على كل القوى السياسية، واشراكها في الرأي، والمشورة ، واسماع صوتها، في وسائل الإعلام العمومية، التي يشترك فيها كل المواطنين بشكل متساوي، دون إقصاء، أو تحيز لجانب على حساب جوانب أخرى.
إن التخفيف من الثالوث الذي يتقاتل عليه القادة، و تنهار بسببه الكيانات: السلطة، والجاه ، والمال ، ولغة التواضع التي تتكرر شيئا فشيئا، قبل الحملة الإنتخابية، وفي أثنائها في خطابات المترشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، دون غيره من الخماسي المتسابق لرالي رئاسيات الثاني و العشرين من شهر يونيو حزيران الجاري، لتبعث الى الطمأنينة في نفوس الفقراء، والأغنياء معاً ، لذا إذا كان سلفه ولد عبد العزيز لقب برئيس الفقراء، نظرا للعناية التي أولاها لهم، من توزيع الأراضي، و خلق مشاريع مدرة للدخل، فإن محمد ولد الغزواني، سيكون رئيسا أيضا للفقراء، والأغنياء معا، و للعمال أيضا، إذ لا حساب، ولا محاسبة، أو مطاردة، أو مضايقة ، أو تأثير على أي مستثمر وطني، أو ثري، فستكون الأبواب مفتوحة ، والموضوعية في المناقصات وفق الأعراف المعمول بها دوليا هي الفيصل بين الجميع، وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون.
إن النفحات الإيمانية التي تبدو في خطابات المترشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني في كل سانحة لتطمئن على وفائه بالإلتزامات الآنفة الذكر وبالتالي فإن مكافحة الفساد، والقضاء على الجهوية والمحسوبية، و تكريس دولة القانون ، و تخفيض الأسعار، و محاربة الجريمة المنظمة، و الغلو والتطرف، والمحافظة على الحوزة الترابية، والأمن القومي للبلد قضايا جوهرية للمترشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني فالكاريزما التي حافظ بها على أمن البلد، واستقراره، دون أبسط شعور بالفراغ غداة غياب رفيق دربه السيد محمد ولد عبد العزيز إبان ذهابه للعلاج في فرنسا على ضوء حادثة إطويلة المأساوية تجعل من الرجل القوي الأمين لقيادة البلد، الذي قاده أيضا في فترة الفراغ الطويلة وراء الكواليس، فحفظ العهد آنذاك، ولم يحب نفسه، كما أحب ضباط الغابون أنفسهم، أو إنقلب إخوة على أشقائهم في مناسبات كتلك، فالعامل الأخلاقي، و الجوانب الإنسانية، و الإيمان بالمسؤولية، لبنات أخرى تنضاف الى حساب المرشح محمد ولد الغزواني، وتمنحه التقدم على خصومه الآخرين من المعارضة، وعليه فإن الطريق الى القصر الرئاسي عبِّد للرجل- عفويًّا - منذ أمد طويل.