لوحظ منذ فترة وجيزة تعدد لقاءات السفير الأمريكي بنواكشوط مايك دودمان بالمترشحين للرئاسيات الواحد تلو الآخر خاصة أولئك المحسوبين على المعارضة، وطبيعي أن يشتكي المناوؤون لمرشح الأغلبية محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني للسفير الأمريكي مراهنين على التأثير الذي يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تتخذه على الحكومة الموريتانية سعيا الى تحقيق بعضا من مطالبها، بيد أن لقاءات المعارضة هذه مع السفير الأمريكي و سفراء دول عظمى في الأتحاد الأوروبي لم يسفر إلا عن الخيبات تلو الأخرى، ومن بين تلك الإخفاقات تغيير اللجنة المستقلة للإنتخابات وتقاسمها مع النظام أو على الأقل الحصول على نسبة معتبرة من مقاعدها، و مجلس حكمائها.
إذن لم يحصل جديدا، كون قافلة النظام تسير وفق الأجندة، وكتائب المعارضة تواصل اللعب في الوقت بديل الضائع ، و آخر" النكشات " منح طباعة بطاقات التصويت لرجل أعمال لا يختلف إثنان على مجاراته للنظام.
نحترم مؤسسة المعارضة الموريتانية؛ ونعتبرها الوجه المكمل للنظام الذي يحكمنا، منذ نشأة الدولة المدنية الحديثة، ولا ننكر الدور الكبير الذي لعبته في تطوير اللعبة الديمقراطية في البلد، والتضحيات التي مافتأت تقدمها في كل مرحلة من مراحل موجات الهزات والركون التي مررنا بها، ومازلنا...بيد أنه مما لا يخفى على أحد أن المآسي التي تعاني منها الشعوب العربية و الإسلامية وغيرها تعود الى موالاة حكومات الغرب للأنظمة الشمولية التي طالما اشتكت منها شعوب، وثارت عليها أخرى، بينما تحافظ الدول الغربية على دعمها ومؤازرتها للدكتاتوريات في العالم حفاظا على مصالحها الأقتصادية والإستراتيجية فهل جلب الغرب الديمقراطية لأي بلد عربي أو إسلامي ؟ ألم تثر شعوب على أنظمة ، ويحميها الغرب؟ ألم تسقط أنظمة ويعيدها الغرب من جديد؟ وأين المعارضة من دعم الغرب لإنقلابي، غاشم في ليبيا، وجنرال غاصب في مصر، ؟
تناقض الغرب، وضحكه على شعوب العالم، يفرض على المعارضة التعقل في بعض الأمور المهمة المتعلقة بالحكم و العدالة الإجتماعية والموضوعية في حل القضايا الشائكة في العالم.
إن الإحترام الذي نكنه للمعارضة، نكنه أكثر للحكومة؛ لأنها مازالت تمنحنا بصيص أمل من حرية التعبير والمنافسة الشريفة في الوقت الذي إنهارت فيه دولا عدة طلبا للحرية و إتساع أفق التعبير.
لا جدوى من لقاءات السفراء الغربيون ، فاللقاء بهم هو رسالة غير مباشرة للرأي العام وشعور بالهزيمة المبكرة قبل أن الخوض في مباريات السباق الى رئاسيات 22 من شهر يونيو حزيران 2019م .