
زلزال سياسي كبير هز فرنسا وآخر أحدث تصدعات في المشهد السياسي في موريتانيا أوجه التشابه والسياقات التي طغت على الخريطة السياسية في البلدين تحتاج الى وقفة تأمل و استشراف للمستقبل المنظور.
برز نجم الشاب أمانويل ماكرونه بين غيمة أعياها الفشل السياسي و كرهها الشارع ليخطف الأنظار بين عشية وضحاها ضاربا كل الصقور التي كانت سيدة المشهد بلا منازع عرض الحائط وذلك في رئاسيات 23 من شهر إبريل نيسان 2017 .
كوكب آخر خطف الأضواء في موريتانيا هو محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، فإذا كان أمانويل ماكرونه مرشح حركة " الى الأمام أحدث مفاجئة في الأوساط السياسية والشعبية في فرنسا بخطابه وجذب أنظار فاعلين كبار من أقصى اليمين الى أقصى اليسار عبر التيار الوسطي الذي يقوده بصرف النظر عن حسن مسيرته النضالية في الحياة السياسية والعمل الميداني فإن المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني هو الآخر كان ضالة مختلف الفاعلين في السياسة والمجتمع المدني والنقابات العمالية وحركات شتى وبالتالي فإن اللفيف الذي قاد أمانويل ماكرونه الى الفوز برئاسيات فرنسا في شهر نيسان 2017 هو نفس المعطى الذي سيوصل محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني الى الفوز برئاسيات حزيران 2019م في الجمهورية الإسلامية الموريتانية .
ولئن كان اليمين واليسار غائبان في المشهد السياسي في موريتانيا مقارنة مع فرنسا فإن ما يسمى بالأحزاب الراديكالية من ليبراليين و إسلاميين و كتلة المعاهدة قد أعلنوا عن دعمهم للمرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني كما هو حال شخصيات من أقصى اليسار و أقصى اليمين دعمت أمانويل ماكرونه فضلا عن أحزاب أخرى تشكل جزءا مهما من المعادلة السياسية في عاصمة الأنوار مما أشر إلى تغير كبير في هيكلة الحياة السياسية الفرنسية.
ما يدل للتأمل في هذه الإنتخابات هو البلبلة التي أحدثها ترشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني في صفوف الأغلبية والمعارضة معا وإن كانت هذه الأخيرة أكثر تأثرا و معاناة فقد كادت أحزابا كبرى من المعارضة الراديكالية أن تفلس شعبيا وتنكسر شوكتها بينما نزحت أخرى من قلاعها قيادة وقواعد نحو المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني و تفككت أحزاب أخرى ذات إمتداد جماهيري واسع النطاق في ربوع البلاد.
إن الزلزال الكبيرالذي أحدثه ترشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني في المشهد السياسي الموريتاني والقبول الجماهيري الواسع لخطابه وشخصيته الكاريزماتية يعكس مدى الآمال الكبرى التي تعقدها مختلف الطبقات السياسية والإجتماعية والفئوياتية التي تريد تحقيق مطالبها.
إن الأمل كبير جدا على المترشح الذي تجمعت حواليه أغلب القوى المؤثرة في المشهد السياسي، وعليه فإذا كان تقاطع مع أمانويل ماكرونه في بعض الصفات الجاذبة للناخبين فإن أي تقصير إذا ما فاز في إنتخابات حزيران فإن ظاهرة السترات الصفراء في الميادين العامة لا بد أن تتصدر عناوين الأخبار..غزواني و أمانويل ماكرونه مواليد مراحل ورجال إنقاذ.