دار الزمن دورته في الذكرى الثالثة لحصار قطر بإنعقاد قمة عربية لدول التحالف العربي و مصر وهاهي أيضا المملكة العربية السعودية تدعو الى عقد قمتين خليجية و عربية لتدارس الأوضاع الراهنة التي تهدد الأمن القومي العربي بصفة عامة و الخليجي بصفة خاصة وأخص الخواص بلاد الحرمين الشريفين.
الوضع العربي الراهن لايبشر بتقارب عربي عربي أو إيجاد حلولا سحرية لرزم المشاكل السياسية و الأقتصادية والإجتماعية والثقافية التي تتخبط فيها المنطقة العربية من المحيط الى الخليج، وإذا كان مركز القرار العربي أكثر معاناة فإن دول الأطراف لم تكن أحسن حالا ثورات هنا ، وحراك هناك ، ورعب، وقلق، والقلوب لدى الحناجر، من الغيظ، والتوتر، وسوء الأوضاع الأقتصادية والإجتماعية المتفاقمة في كل كيان من السودان الى دول المغرب العربي و مصر.
إن قمتي الثلاثين من مايو الجاري كتب لها الفشل قبل أن تبدأ، فتصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي حول الإمارة الصغيرة بحجمها، العظيمة بوزنها قطر لا تبشر بإنفراج جديد أو تعاطي جديد مع القوى الظلومة للدول العربية إيران وتركيا وإسرائيل، وبالتالي فإن القمم المذكورة لا تقل شأنا عن سابقاتها من القمم العربية، تنديد، و تعاطف، و مطالب للمجتمع الدولي، وخطب، وبيانات، بينما سيزيد الفرس والأتراك نفوذهم و يتوغلون داخل الأقطار العربية قطرا قطرا، و سيبلغ تنافس بعض الدول العربية الوازنة ذروته مع الكيان الصهيوني سعيا الى كسب ود الولايات المتحدة الأمريكية والغرب للحد من المد الفارسي الذي جنى ثمار كل البلاءات العربية في الشرق الأوسط.
إن ضرب موانئ الإمارات العربية المتحدة، و محطات البترول في مركز الذهب الأسود المملكة العربية السعودية ليشكل فصلا جديدا من قصة مازالت قيد التشكل والتأليف، تمزيق الدول العربية، وتقطيعها، و بناء كيانات صغيرة، بعدد العشائر، و الأقاليم...
كان على وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير أن يرسل رسائل إطمئنان للدول الجريحة ليبيا وسوريا والعراق ولبنان وللدول التي تعاني علاقاتها مع بعضها البعض من ضابية، إما بالقطع، و إما ببرودة، أو قلة تمثيل، أما وأن يبدأ من حيث اشتعلت الأزمة بتحميل قطر ما ويلات حروب المنطقة، و إنتشار الإرهاب، فإن ذلك لايبشر بتجاوز مرحلة التأزم و التمزق العربي فدول الخليج وحدها أكثر من محور، محور سعودي إماراتي بحريني، و محور عماني قطري كويتي، وكلا المحورين مطبع مع إسرائيل أكثر من أي وقت مضى، أما المحور الأول فإن محاربة الإخوان و الوقوف ضد الثورات العربية والحراك الشعبي ودعم ما يعرف بالثورات المضادة في كل بلد عربي شهد حراكا شعبيا وليس الهجوم على نظام شرعي من طرف إنقلابي متمرد غاصب للسلطة في ليبيا إلا دليلا قاطعا على تناقضات المتنفذين في المشهد العربي والإسلامي .
لقد إنتشر الفكر التكفيري، والتطرف، والمطالبة بالحريات العامة، والعدالة الإجتماعية في الدول العربية مع نهاية الحرب الباردة خلال النصف الأول من التسعينيات، و اتسعت دوائر إنتشار الإرهاب والتطرف و العداء للآخر مع ظهور الوسائط الإجتماعية ، وعليه يجب أن لا نخلط بين حرية التعبير، في الإعلام الدولي، و دعم الإرهاب والتطرف والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان من هنا يقع اللبس في مواقف اللاعبين من قادة الدول العربية ففي هذا المضمار دعم دول الجماعات المسلحة تحت ذريعة المطالبة بالديمقراطية وإسقاط أنظمة إستبدادية في سوريا وليبيا وفي نفس الوقت تكمم الأفواه و يحرم المواطنين من إبداء آرائهم ولو في صفحات التواصل الإجتماعي أليس هذا تناقضا بينا وخطيرا؟ كم من مشرد و مسجون عانوا من هكذا قرارات في كبار الأغنياء العرب وفقراءهم .
من المهم أن تنهي قمتي مكة المكرمة حرب اليمن في رمضان و تعيد ترتيب البيت الخليجي الخليج الى سابق عهده وتفتح الحدود وتلغي التأشيرات بين البلدان العربية وتعيد سوريا الى حاضنتها العربية وتوقف التطبيع وتنتصر للقضية الفلسطينية.
لبيك يا ملك، ولكن ، لا تزرعوا في حقول، و يجني غيركم الحصاد كما أكدت ذلك التجارب في لبنان والعراق و سوريا و اليمن....