كفى من الفتنة، الفتنة الكبرى- محمد ولد سيدي

اثنين, 05/13/2019 - 21:01

أيها المهاجرون والأنصار، كفى من الفتنة، الفتنة الكبرى مازالت الأمة تعاني، وتعاني من آثارها من القرن الأول الهجري الى يومنا هذا ...
السياسة مواقف ومتغيرات، فأينما توجد المصالح، تتجه البوصلة ، ومرحلة التهافت هذه نحو النظام ، والهجرة المضادة أحيانا الى المعارضة ، ليست ظاهرة جديدة، أيها المتسابقون سباق الشاء للخميلة، ف " سيد أسيادكم أمانويل ماكرونه " جعل من الماكرونوسمية ملتقى لليمين و اليسار، شأنه، في ذلك شأن ماسميتموه مرشح الإجماع محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني ، فأصبحت الغزونة ماكرونوسمية جديدة ، وملتقى النقيضين ،/الموالاة/ المعارضة/الإخوان/ الليبراليون / الإشتراكيون/ الحقوقيون / المدنيون/ و العساكرالمتقاعدون ...
مالكم تخاصمون، أيها المهاجرون والأنصار، سنة الله اقتضت إختلاف الناس فيما لا ينبغي فيه الإختلاف، كما اقتضت بتلاقيهم في أمور، وإختلافهم في كل ماله صلة بحياتهم...
في أوروبا مهد الديمقراطية ، و منبع الفكر، و الحرية ، والبعد عن تقديس السلاطين، المنافسة على قيادة الشعوب الغير مغلوبة على أمرها، منافسة شريفة، طاهرة من السب ، والشتم، والبذيئ من القول ...
في بلدان تتأذى فيها الشعوب، و تقصى ، و تسجن ، وتقتل ، و تقطع ، وتنفى ، و تتفوق فيها أمراض " السلطة " على"" أمراض الشعب "" تكتوي الرعية، "بأقلام الرعية "، و" أسواط السلاطين" ، تبقى العامة، بين مطرقة السلطان ، وسندان النخبة ، ويبقى ، راجحو البصيرة، في حيرة من أمرهم، لا الى هؤلاء، ولا الى أولئك، ويلهم إذا هاجروا، وويحهم إذا ما آثروا البقاء .
أيها المهاجرون والأنصار، كفى من الفتنة، الفتنة الكبرى... كلكم " خطَّاء " لا المهاجرون، لأحزابهم طالبوا بتطبيق شرع الله، ولا أنصار " النظام ، و لا مهاجرونا ك " مهاجري العقبة الأولى ، ولا أنصارنا، ك " أنصار "المدينة " ، قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم ، ولما ذاقوا حلاوة الدنيا، و أصبحوا يتسابقون الى الغنائم أبتلوا بسهام أعداء الله و رسوله صلى الله عليه وسلم، ولما عادوا إلى رشدهم ، واشرأبت أنفسهم بنفحات الإيمان، ظفروا بالإثنين، الملك والتملك، فحكموا مشارق الأرض ومغاربها، وأصبحوا، أي المهاجرين والأنصار كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا...
أيا فرسان الريع، السابقون، واللاحقون، والساعون لتذوق حلاوة الكعكعة، كفاكم عبثا بأبرياء ، كفاكم تلاعبا بالفقراء ، كفاكم متاجرة بالعاطلين،
كفاكم ، استغلالهم وقت الحاجة، و تجاهلهم أوقات الرخاء ...
لقد علمتنا التجارب الكذاب و المخالف و المؤتمن ، و الخائن، والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ...
استريحوا، جميعا ، إن السفينة التي تنخر عباب البحر، غارقة في الوحل ، و القبطان هم أنفسهم الذين سلكوا بها منعرجات خاطئة ، فأين أنتم من الحمالة و المتوسدون للشهادات العلياء، و العجزة عن توفير قوت يومهم و من تقطعت بهم السبل تحت الرمال و من أهدوا أنفسهم للكائنات البحرية ؟
النهج نهج، و العهد عهد ، قولا و فعلا ، فطوبى لمن عرف النهج الحقيقي، وسلك مسلكه، وطوبى لمن أدرك معنى العهد، فعهد و أوفى، حتى اترامب عهد فأوفى ، أما نحن" نحن" كلنا كاتب مفوه، و سياسي مخضرم، لكننا ما زلنا نسير في أفلاك خارج المنظومة الشمسية ربما تكتشفنا نازا في يوم من الأيام وتحقق حلمها أنه يوجد كويكب قابل للحياة دون أن تدرك في الأخير أن كائنات هذا الكويب جزءا من الكوكب الذي يعيش عليه العالم القديم.
كفوا بأسكم، بعضكم من بعض، وتزودا لآخرتكم إن خير الزاد التقوى، وتذكروا قوله تعالى... " تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى " فيكفي من البأس، بأس الفساد، بأس التسيير، بأس الغبن، بأس الإقصاء، بأس الديون، بأس الصحة ، بأس التعليم ، بأس العمال، بأس الحمالة، بأس الأسعار، مالكم لا تقشعر أبدانكم في شهر الرحمة تتنابزون بالألقاب، و يغتب بعضكم بعضا في وقت الوطن بأمس الحاجة إلى الوحدة، والتوحد، حبذا لو لم تكن هناك معارضة، ولا مقبلون، ولا مدبرون، وحبذا لو لم يكن هناك مرشحا شرائحيا، وحبذا لو كان هناك مجتمعاً على النمط اسويسري، لغات متعددة مشتركة ، و تعايش سلمي فريد ، و رفاهية في منتهى الروعة والجمال ، وحبذا لو لم تكن هناك ثروات، حتى لا تكون هناك أقلية موغلة في الثراء، و الفحش بالمال العام، وأكثرية يتخطفها الموت ، و الجوع والعطش والمرض والفقر والجهل من كل جانب ، فأين أنتم من سكان آدوابة، و شمامة والريف و أشباه المدن و أطراف الأمصار من أوساطها في العاصمة، أين أنتم من تشييد المدن الذكية، في دول بلا ثروات، بلا شواطئ، بلا نفط، بلا ذهب ، بلاغاز، بلا سهول، لكنها طوقت الطبيعة، وشيدت الأبراج العاجية، و شقت شبكات النقل البري والبحري و أقامت ، متروهات هنا وهناك وقطارات تنافس الحافلات ، في كل شبر مصنعا لكذا، وكل مدينة أو إقليم ينسيك في الآخر، أما نحن فكل أرضنا إقليم واحد، لا فرق بين إقليم امبود، واقليم أفل، أو إقليم آوكار، أو إقليم وادان، أو إقليم جكني أو إقليم إكيدي ، قرى و مخيمات و تلال و هضاب وجبال ، لامصانع ، مدن من القصدير و مساكن من الأكواخ والطين وطرق وعرة وساكنة مقطعة الأوصال، شاحبة الوجوه، غذاؤها من الخارج، ودواؤها من الخارج،و ستر عوراتها من الخارج، بينما يعبث بعضهم من أواسط المدن، بمداخيل الفقراء، ، و بأموال الفقراء، فلم نسمع بأنى لك هذا، لو رأيتهم لحسبتهم من شعب بوان أجسامهم كاللؤلؤ، وجوهمم، كالولدان المخلدون .
لقد دأبنا على ترداد أناشيد الأمل في كل مناسبة ، ومع ذلك مازلزنا نتيه في حلقة مفرغة ، يحطمنا اليأس، ومكر الساسويين حسبنا الله من الذين يحسبون الليل نهارا والنهار ليلا إنه لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، توجد معاناة، ومعاناة لا تحصى ولا تعد، وتوجد إنجازات ، لكنها لا تتماشى وحجم الثروات الموجودة في البلاد من المعادن والصيد والزراعة والثروة الحيوانية.
أيها المغاضبون من الموالاة والمعارضة، المعركة ليست معركة التطاحن على لعق الحصون، والتقرب من الذي يطعم من الجوع و يؤمن من الخوف والنوم تحت المكيفات ، المعركة معركة وجود،و مشاركة في الكعكة، المعركةمعركة الكرامة ، والتقدير ، شئتم أم أبيتم، الناس تغيظ من المعاناة، وضعف تقاسم الإنتاج، توحدتم، أو افترقتم الطبقات الإجتماعية، و الفئات العمالية ، أيقنتكم، ولم تتحمل منكم المزيد، فإن شئتم غيروا من طبعكم، وطبائعكم، وإن شئتم واصلوا على الدرب، فسيكولوجية جيل التأسيس اضمحلت ، وواقع الحياة اليوم ، غيرا مجرى تاريخ الأمم و الشعوب ، فها هي، الحكومات الشمولية تتهاوى أمام موجات ، اتسونامي الجماهير الرافضة للغبن، و الظلم، وسوء التسيير ، ولم تعد تخشى الرصاص ، والخطف ، والهراوات، وخراطيم المياه ...
لقد سئمناكم معارضون لحكومات خلت ، وسئمناكم موالون لحكومات أوشكت على الأفول، فلا نمور آسيا ، ولا أسود أوروبا بلغتم في التنمية الأقتصادية والثقافية والإجتماعية .

كفى من الفتنة، الفتنة الكبرى...، وفتنة الحكم والحكام، الجزائر عن شمائلكم، ومالي ، والساحل و الشرق الأوسط براكين مشتعلة ، فبماذا تحصنون بلدكم المتعدد الأعراق؟
الصراع يجب أن يكون كيف ننهض، كيف نتقدم، كيف نحصن أنفسنا من البلاءات المدمرة، لا كيف نقصي الآخر، أو نحرم الآخر ، أونهمش الآخر ..
كفى من الفتنة ، الفتنة الكبرى .....