تمر موريتانيا بمرحلة صعبة وسط جو داخلي وخارجي مشحون بالصراعات والحروب والتمرد على أكثر من نظام في ظل تنافس إقليمي ودولي غير مسبوق ، وفي ظل هذه الأجواء القاتمة ، والأزمات الخانقة، تودع موريتانيا عشرية تراها النخبة من زاويتين مختلفتين ، إحداها تستوجب الإستمرارية نظرا لما حققته من بناء و نجاح ليس فقط على المستوى المحلي، بل تجاوز ذلك دوليا ، من حل أزمات إقليمية، الى تنظيم قمم ، و صولا الى تأهل فريق المرابطون لأمم إفريقيا أول مرة في تاريخه الرياضي.
أما الزاوية الأخرى ، فترى العشرية، بعشرية الفشل، وتفشي الفساد، ونهب خيرات البلاد، وبيع المؤسسات العمومية، وانتشار الأدوية المزورة، و تدوير المفسدين، وانتشار البطالة، وارتفاع الأسعار، وهلم جرى... بين هذان الفريقان ، يبلغ التراشق بالنقد، و الحجج ذروته، في مواقع التواصل الإجتماعي ، و يبقى المواطن هو الخاسر الأول و الأخير ، فالكل يتحمل ، سواء أولئك الذين يحسبون أنفسهم أوصياء على الوطن ، ، أو أولئك الذين ينوون إدارته ، فالأخطاء هنا ، و هناك ، و أثبتت التجارب، قبل العشرية ، وفي أثنائها أن إختلالات جمة وصمة عار في جبين كل سياسي واكب سيرورة الأحداث الوطنية من ما قبل 1978 الى 2019م وليست ظاهرة " اتكلبيتي "، و " اتلحليح " و المبادرات الداعمة، والمؤيدة، إلا صورة من صور، مرض النخبة، و مرض المجتمع، ،و أمراض السياسويين، الشباب، والعجزة الذين بلغوا من العمر عتيا ، فمن يستورد الناخبين من مناطق لا ينتمون لها ، و يستقوي بهم ، وبهم يفوز، كمن يحيي بيع الرقيق، و الجواري في أسواق النخاسة ، ولولا هذه الظاهرة، لما كان بعضهم في الجمعية الوطنية ، ولما كان بعضهم أيضا أعضاء في رابطة العمد الموريتانيين .
إن النخبة حاكمة، و محكومة، عجزت أن تنجح ، عجزت أن تقوي لحمة إجتماعية منصهرة فيما بينها، عجزت أن تسد الفجوة بين الطبقات الإجتماعية، أو تقارب فيما بينها ، عجزت أن تكتب إسم البلاد الغنية بمواردها ضمن قائمة الدول الأكثر تطورا، لا في التعليم، ولا في ارتفاع مستوى المعيشة، ولا في الزراعة، ولا في الصناعة، ولا في الطاقة، ولا في مكافحة الفساد .....
آن لمن يتحملون وزر قيادة الشعب، موالاة، و معارضة،أن يراجعوا أفكارهم، فقاطرة الزمن ، بدأت تفك طلاسم التضليل عن الرعية حتى صارت الجماهير نار تتوهج في وجه كياسرة خاملون، صم بكم عمي جهولون ، لواقعهم ، في المشرق والمغرب ،
إن من يرى شمس الحقيقة وهي في رائعة النهار ، يجب أن يستخلص العبر، و إلا فإن واقع الحياة المضني سيحاسبه حسابا عسيرا ،قبل أن يلقيه في مزبلة التاريخ./.
..