قراءة فى زيارة ول الغزواني لمقاطعة اركيز*
كان التنافس بين الفاعلين السياسيين محموما للغاية فالكل يريد أن يظهر قدرته على استقطاب أكبر قدر من الجماهير لاستقبال يليق بمرشح الأغلبية والوفاق كما يحلو لهم أن يسمنونه بدل محمد ول الغزواني.
الدكتور محمد ول احمدوا عمدة بلدية اركيز والفاعل الرئيسي فيها اراد أن يكون للإستقبال طابعه الخاص فأحرز الصدارة من حيث الكم البشري المستقطب ونوع الضيافة وحجمها حيث توافدت في مساء الاحد الى دار العمدة والخيام المضروبة امامها ساكنة احياء اركيز والقرى المجاورة وبعض سكان شمامه
وفتحت دار العمدة أمام الشخصيات الاعتبارية وكبار الزوار وكان حجم الوافدين ونوع الضيافة وحجمها يعكس قمية الرجل ليس فقط على مستوى المقاطعة فحسب بل على عموم الولاية.
اقام ول احمدوا مهرجانا حاشدا يدخل فى اطار التمهيدات لزيارة المرشح محمد ول الغزواني المقررة صبيحة يوم الثلاثاء.
وصول ول الغزواني
في حدود الساعة التاسعة وصل السيد محمد ول الغزواني وترجل -محاطا بحارسين شخصيين بلباس اسود ونظارات سود ورافقه افراد من الحرس الوطني كانت متواجدة فى المقاطعة- مسافة تقترب من مائتي متر وسط الهتافات والزغاريد وعبارات الترحيب. حماس الجماهير وتدافعهم اربك حسابات الحراس والحرس .
بعد وصول ول الغزواني إلى المنصة المضروبة امام مبنى المقاطعة وبعد أن ساد الهدوء واخذ الكل موقعه ألقى العمدة ول احمدوا خطابا باسم ساكنة المقاطعة مرحبا ومهنئا ومجددا للسير خلف النهج الصحيح ومذكرا بتاريخ المقاطعة فى السير فى نهج الإصلاح مبرزا فى نفس الوقت أهمية المقاطعة وقيمتها الاقتصادية والثقافية والسياسية.
ووسط تصفيق وترحيب اعتلى ول الغزواني المنصة وكانت كلمته مقتضبة مختصرة لكنها مشحونة بالمعاني والدلالات والرمزيات.
*ول الغزواني يعلم أنه فى اركيز*
وقف محمد ول الشيخ احمد ول الغزواني ليقول فى بداية كلمته :" *إنني اعلم إنني فى اركيز*"
كلمات مرتجلة بلغة بلغة نخبوية جميلة صوبها نحو اسماع ساكنة اركيز وهم من يعرف عنهم أنهم يحسنون مايقولون ويسمعون ايضا مايقال .
كان من الممكن أن يلقي الرجل خطابا معدا سلفا على مقاسات المقاطعات الأربع يستحضر كاتبها القواسم المشتركة لسكانها
لكن هيهات... فكلمات الرجل كانت تحمل تضمينا واضحا لنقاط اشار اليها العمدة ول احمدوا وقد افصح المرشح نفسه عن هذا معتذرا بلباقة وعفوية عن عدم إضافة شيئ له بال بعد ما ذكره العمدة
شيئ آخر لفت انتباهي فى كلمة المرشح -والرجل يعي ويعني مايقول- فقد ذكر بعد أن بين الهدف من زيارته أن "المشروع هو استمرار للعمل والنهج السابق وبطبيعة الحال مع اهداف التحسين والتكميل والتطوير"
فلا شك اذا أن استخدام الرجل لتلك الكلمات الثلاث: التحسين والتكميل والتطوير فى حق النظام القائم وكذلك كون ترشحه لرئاسيات2019 هو استمرار للنهج السابق
لاشك أن كل ذلك هو إشارة واعتراف ضمني وصريح أنه سيعمل على سد تلك الثغرات وتجنب تلك المآخذ التي تعاب على النظام الحالي,
هو أيضا تصريح يشي بأن للرجل رؤيته الخاصة التي تنطلق من تجربته وحنكته واسلوبه الخاص.
هو ايضا اعتراف للنظام بما عمل وانجز واصلح مع الحاجة الى بعض المراجعات.
في الأخير اعتقد أن للرجل من الخبرة والتجربة داخل مفاصل الدولة ما يؤهله لان يكون المرشح الابرز القادر على احداث الفرق بمايمتلك من شخصية كاريزمية وطباعا حسنة تجعل منه الشخص الملائم للتعاطي مع كل المكونات داخل النسيج الوطني وإن صدقت فراستي فلن يكون باستطاعة المرشحين مجتمعين أن يحصلو على نسبة تذكر فى الاستحقاقات القادمة.
بقلم: محمد ول السالم ول سيدي