قمة تونس ..القدس وضيوف البوعزيزي ..التطبيع و المكاشفة ، أولى ، من تدوير الخطابات الجوفاء- محمد ولد سيدي

جمعة, 03/29/2019 - 14:53

قبل الحديث عن مؤتمر قمة جامعة الدول العربية الثلاثين بتونس، دعونا ، نلقي وقفة تأمل قصيرة على عدد سكان الدول العربية ، وقادتها، لنحكم على قمة تونس ، بالنجاح أو الفشل...
1 - الدول المغاربية مائة مليون نسمة تقريبا
2 - مصر مائة مليون نسمة تقريبا
3 - دول الشام والعراق مائة مليون نسمة تقريبا
4- دول الخليج و اليمن دون ذلك...
وصدق مارك توين حين قال : خداع الناس أسهل من إقناعهم أنهم قد تم خداعهم...
جدول أعمال قمة تونس إقتصادي بالأساس ، خطوة تأخرت ، ولكنها مهمة للغاية، إلا أن جملة من المعوقات، تحول دون تطبيق قراراتها على أرض الواقع، ومن هذه المعوقات لا الحصر:
1 - غلق الحدود
2- غلق الأجواء
3- التأشيرات
4- التدخل في الشؤون الداخلية
5- الهيمنة ، إذ لا صوت لفقراء العرب، أمام أغنيائهم.
6- غياب موقف موحد في القضايا المصيرية
7 - غياب الديمقراطية الحقيقية
على ضوء النقاط الآنفة الذكر ، تنعقد قمة تونس، وقبلها قمة بيروت الأقتصادية المثيرة للجدل ، والحقيقة أن المثقف العربي يئس من السياسات الرعناء التي انتهجها القادة العرب،الذين بلغوا من الإحباط ما بلغوا ، حتى أصبح إنعقاد قمة نجاحاً قل فيه مستوى التمثيل، أو كثر ، إن قمة الفشل أن تملك أمة كافة مقومات الوحدة، ولم تستغل تلك المقومات، بتعداد سكان يزيد على الولايات المتحدة الأمريكية، ولو أستغلت تلك المقومات لأصبحت الأمة العربية القوة الضاربة المتحكمة في الكرة الأرضية، ومن قمة الفشل أن الأوروبيين تأخروا عن التفكير في التعاون الأقتصادي عن العرب ب إثنى عشر سنة و أوروبا اليوم، تجمعها عملة واحدة، ونشيد واحد ، وموقف واحد، وسفير واحد، ومع ذلك مائة لغة، ومائة كيان ...
لا شك أن الأمة العربية تمر بمرحلة لا تحسد عليها من التشتت والتشرذم، والصراعات البينية ، وطبيعة الكيانات أن تتحد على مصالحها، وتخطط لكيفية المحافظة على وجودها، وتماسكها ، ولكن ، ما طبيعة هذا التماسك ؟ وهل يمكن للجسم المريض أن يحافظ على وجوده ، ويقاوم الأخطار الخارجية المحدقة به من كل جانب؟
وإنطلاقا من المبدأ الأمريكي القائل بأن السياسة " سلم في الداخل و حرب مع الخارج " فإن الدول العربية، تفتقر الى التوفيق بين مضمون هذه النظرية منهجاً و تطبيقاً ، فالسلم مفقود طالما أن الأنظمة أنظمة شمولية ، والفساد مستشري، والعدو متوغل ، والسجون تغص بالمظلومين، وأبواب الخارج مفتوحة لطالبي اللجوء...
القدس.. و ضيوف البوعزيزي !
تونس تكاد تكون الدولة العربية الوحيدة التي أنجبت قادة من رحم صناديق الإقتراع، وأعطت صورة حية، جيشاً و شعباً في بناء مشروع دولة مؤسساتي قائم على الحوار والتفاهم والشراكة الكاملة لكل مكونات المجتمع بعد الربيع العربي ، فأن ينتخب يهودي نائباً عن حزب إسلامي، قبل أن ينتخب مسلم في الكونغرس الأمريكي، فهذا قمة في الوعي، ونضج للتجربة الوليدة .
القدس الشريف تفرض نفسها في كل زمان ومكان، بها يتحقق السلام، وبها يظل القلق مخيماً ، ضيوف تونس، من المشرق والمغرب، ملوكاًورؤساء، يطالبون بالسلام، والإنتصار للقدس، في قصر المؤتمرات بقرطاج، وفي نفس الوقت ، لا تجد القدس أشد إيذاء لها من أبنائها البررة، تطبيع هنا، وجولات هنا ، و عزف النشيد الإسرائيلي هنا ، و زيارات رفيعة المستوى هنا ، و هناك...وفي نفس الوقت القبول بصفعة القرن، سرًّا ، ومدحها، جهراً...ليجد ترامب اللحظة التاريخية المناسبة، وينقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس ، و يعترف بمرتفعات الجولان السوري المحتل على أنها إسرائيلية ، لكن سكان القدس،ومقارعتهم للإحتلال أقوى من الإستسلام مهما كانت المؤامرات ، ومهما كان الإستسلام للأمر الواقع.
إن الجهر بالعلاقات مع إسرائيل أولى من الخطابات الجوفاء التي لا تعكس الواقع ...
آن الأوان للدولة العربية أن تتصالح مع ذاتها، وإلا فإن الشعوب نمارد، وياويل للقادة منها إذافاقت ، اليقظة بدأت شرارتها في تونس، و وصل نورها الى الجزائر ، وسيعم بحول الله كافة الأرجاء ، عندها ستتغير المعطيات رأساً على عقب، ويومئذ يفرح عشاق الحرية، ويتحقق النصر .