لم يجد الفلسطينيون، والعالم العربي، والإسلامي أحلك فترة، وأخطرها على مر التاريخ من هذين التاريخين
14/5/2018 و 23/3/2019 ، الرابع عشر من شهر مايو ، يوم البؤس، ونكبة النكبات، تحويل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس الشريف ، رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية ، وعدوا ، فأخلفوا ماعدا دونالد ترامب ، الذي لم يخيب آمال الإسرائيليبن ، حلم تحقق، ولكن ، تحقيق الأحلام، والإنتصار، ينام صاحبه قرير العين، بيد أن شعبًا ، ألِفَ النضال، والإعتماد على النفس ، والصبر ، واشرأبَّت أنفاسه بالإيمان ، لن تنكسر شوكته.
الصفعة الثانية اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد اترامب لإسرائيل بمنطقة مرتفعات الجولان المحتلة من الأراضي العربية السورية عام 1967 م ، قرارات كلها تخالف منطق القوانين الدولية المتعلقة بقرارات الأمم المتحدة بشأن الأراضي العربية المحتلة في الحروب العربية الإسرائيلية.
في كل امتحان، أو فك عقدة، يلعب الحظ دوراً هامًّا ، ومن حظ إسرائيل، أن جنى العرب على أنفسهم،قبل أن يجنى عليهم من قبل الخماسي: إيران، وتركيا، وإسرائيل، ، والولايات المتحدة الأمريكية ، وروسيا ، فلم تقم لهم قائمة، ففقدوا، التوازن ، بسقوط بغداد ، ثم بعد ذلك ، إنتصار الثورات المضادة للربيع العربي، وسقوط آخر قلاع القومية نظام الراحل معمر القذافي رحمه الله، فدمار سورية، وحرب الإخوة الأعداء في اليمن السعيد، لتتبدد الأحلام مرات أخرى في دويلات الخليج، وتطاحنهم فيما بينهم كي لا تبقى رقعة من الوطن العربي الكبير لم تراق فيها الدماء، أو على شفا إنهيار، ودمار ، وسط هذه الأجواء الملبدة بغيوم من اليأس، بلغ العرب مابلغوا من الفشل، ومن فشلهم أن النجاح في نظرهم أصبح يتمثل في " إنعقاد " قمة " مع مراعاة حجم الحضور الذي لم يفيد شيئا قل أو كثر حجمه.
قد تكون إسرائيل وجدت ضالتها في دونالد اترامب، ووجدت الظروف الملائمة لتحتل ما تبقى من الأراضي العربية، وقد تكون رفعت رايتها خفاقة في مشارق الأرض العربية ومغاربها الى درجة الإحتلال " الأبيض " بالجولات و الصولات وتبادل الزيارات، والقبلات بين الوفود، والحكومات، والبعثات الدبلوماسية، والثقافية، و التبادلات التجارية، و التعاون العسكري، والإستخباراتي، دون أن تطلق رصاصة واحدة ، ومع ذلك فإن السلام لم يتحقق، و الإستقرار لن يتم، والذعر، سيطول ماكان هناك حمساوي، أو جهادي، أو فتحاوي " شريف " ، وسيظل الخوف والتوتر، ماكان هناك أبناء، أبناء الشهداء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
إن خطة صفقة القرن ولدت ميتة، ولن تنجب كياناً ، مهما كان شكله، أو حجمه، فعملية السلام مع إسرائيل لن تتحقق، وكبر عليها أربعاً ، منذ الرابع عشر من شهر مايو من السنة الماضية، بل وقبل ذلك بكثير.
لن تتحرر فلسطين بالنوايا، والغاصب، لا يفقه، إلا منطق القوة، فما أخذ بالقوة، لن يسترد إلا بالقوة ، شعب فلسطين، شعب مقاوم ، وعنيد، و مهما بلغت المصائب ، والتضحيات ، سواء جهر بالسوء من العلاقات الإسرائيلية العربية، في بلدان الملوك والأمراء، و الجمهوريات العربية من المحيط إلى الخليج فإنه سيبقى
إن الفوضى الخلاقة ، وتحطيم البنى المؤسساتوية للدول، لن يثنى الفلسطينيون عن مقاومة الاحتلال الصهيوني ، طبع العرب جميعاً ، أو لم يطبعوا، فالسلام يبدأ من فلسطين، ومنها ينتهي.