تداعيات شجية. د.عبدالله السيد

سبت, 03/16/2019 - 11:40

تداعيات شجية
-1-
من حق نخبنا أن تفكر، فرادى وجماعات، في هاجس الحصول على الوظيفة التي تضمن لها حق العيش الكريم... وقد يذهب التفكير ببعضها إلى أساليب مستهجنة مقيتة... وما ذلك بغريب فالنخبة تركة مجتمع ألف في سالف أيامه "المداراة" و"المجاراة"، وأجاز بعض فقهائه انتحاء أسلوب الرشوة في سبيل الحصول على الحق المهضوم!
-2-
وهناك أساليب عديدة، غير الكفاءة والاستقامة، يمكن أن توصل الشخص إلى مبتغاه؛ أبرزها أثرا في المشهد الفكري والثقافي:
- انتحاء أسلوب الهجوم العنيف على النظام، بالحق والباطل، حتى يقطع لسان المهاجم، فيتحول إلى شخص أليف.
- اتخاذ أسلوب المدح الكثير للنظام والمبالغة في تصوير إنجازاته، والاستماتة في الهجوم على خصومه؛ حتى يجد الشخص غايته.
وحينما يجلس غريما الأمس صديقا اليوم هذان في منصبيهما لا يبدو بينهما اختلاف في شكل التسيير ولا في الاستقامة؛ لانهما كلما فكرا في تقويم الأمور، تذكرا صعوبة الطريق التي أوصلتهما إلى منافع الوظيفة، والتي هي أكثر شرفا من طرق أخرى وصل بها بعض زملائهم.
-3-
وما لم تتغير قواعد اللعبة الديمقراطية هذه فيكون ولوج الوظائف وفقدانها على أسس الكفاءة والاستقامة، وسبله واضحة معلومة فسيظل من حق البعض أن يتساءل، بعد عقود من استقلالنا، عن وجهتنا؟ عن مستقبلنا؟ عن خططنا وبرامجنا؟ وحتى عن خلفيات استقلالنا دولة بهذا الحجم، وبهذه الإمكانيات؟! وبنفس المنطق سيسعى بعضنا، بدافع الشعور بالقلق، إلى البحث عن جنسية دولة أخرى تزيد من اطئنانه على مسقبله ومستقبل عائلته؛ ما دام القانون قد سمح بذلك، ولم يضع أي حاجز أمام مزدوجي الجنسية في التمتع بكل الحقوق المدنية بما فيها ولوج الوظائف السيادية!

القسم: