إن المتعقل لما يجري في العالم من حوالينا يدرك بجلاء أن ديمقراطيتنا لم تنضج بعد، وأن الوعي بالمسؤولية الوطنية يعتريه كثير من الثغرات ، فسلطان الإنكار ، وجدلية الرفض تسيطران على الثنائية المعروفة عندنا بالموالاة والمعارضة، فماذا لو إستغل الكل الظرفية الملائمة إنطلاقا من قوله تعالى:
(...وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) ، فالموالاة نفسها لم تضع المرشح محمد ولد الغزواني في حساباتها أصلا وكانت تذهب بين الديمومة، والملكية الأبدية لولد عبدالعزيز ، حتى كدنا نصل مرحلة اليمن، وليبيا ، واختلط الحابل بالنابل، وبات المساكين ، يتوسلون للقهار أن يحفظ بلادهم من اللا وطن، واللا حكومة- والحمد لله رب العالمين- وبنعمة منه تعالى جرت الرياح بما لا تشتهي السفن ، إنتصر الحق، وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ...
نظرا للمرحلة الزمنية التي نحن بصددها، والكل، يتطلع الى موريتانيا، موحدة، وقوية، ومتماسكة، ومزدهرة ، فإن الواجب يدعونا الى وقفة تأمل : ماذا يفرقنا، وأين الخلل، وماهي نقاط التلاقي، والإختلافات، ولماذا لا نتحد، ونستغل ونعمل سوية بما أطيب اللقياء بلا ميعادي ؛ ترشح محمد ولد الغزواني؟
إن قادة العمل السياسي لدينا كل من مستواه لا يرى الواقع إلا من زاوية واحدة، وهذا قمة المرض، فالمولاة عليها أن تعي جيدا ما تتقوله المعارضة من نقد و ملاحظات بينة على سياسة الحكومة في المجالات الحيوية المتعلقة بحياة المواطن، وعلى المعارضة بالمقابل أن تعترف بوقائع حقيقية أعطت دفعا للإقتصاد الوطني ، وسمعة البلاد في المحافل الدولية، فمن الرؤية الأولى تعطلت مشاريع ومؤسسات سيادية،سونمكس، و المؤسسة الوطنية لصيانة الطرق، واسنيم... ففي الوقت الذي اعتقد فيه آلاف المواطنين أن ثورة زراعية ستغني البلاد والعباد عن الخارج بسبب استصلاح آلاف الهكتارات من اترارزة الى كيديماغا ومن نواكشوط الى روصو عاقت الدراسات تلك المشاريع التي كان من المؤمل أن تعطي أكلها ، وبدأ البحث عن تمويلات جديدة،لذات المشاريع والخاسر هو الوطن، والمواطن ، وإثقال الأجيال القادمة بالديون التي لاناقة لهم بها ولا جمل ...
[ ] أما من الناحية الأخرى فإن المعارضة تنكر التغييرات الجوهرية التي طرأت على أواسط عواصم الولايات الداخلية، والعاصمة نواكشوط ونواذيبو حيث باتت نواكشوط عاصمة للعالمين العربي والإفريقي ، شبكات طرق معبدة، وفنادق، و ملاعب، ومستشفيات ، وشبكات مياه، وكليات ومعاهد ، ومحطات كهربائية ، وفي المجال الحقوقي، والإجتماعي؛ وتعزيزا لللحمة الإجتماعية فإن قرار المصالحة الوطنية؛ وتسوية الإرث الإنساني، و إنشاء وكالة التضامن لقضايا تستوجب الإعتراف والتقدير .
[ ] هذا غيض من فيض يبرهن على مستوى رتابة الوعي المجتمعاتي عند ساستنا، وقياداتنا ، فالمرض مزدوج، فلا يجب أن تعير الموالاة المعارضة على عدم الوفاق ووحدة الصف، فالمولاة نفسها اختلفت على المأمورية الثالثة ، وتشتت شملها، والمعارضة من الطبيعي أن تختلف لأنها لا تجمعها رؤى ولا أيديولوجيات موحدة .
[ ] الحل :
[ ] التحاق المعارضة الممثلة بالمنتدى و التكتل بالمرشح محمد ولد الغزواني كشخصية جامعة و ملتقى للتباينات لكي تتشكل حكومة وحدة وطنية تتماشى و التطلعات الإجتماعية .
[ ] حالة خاصة:
[ ] حزب الصواب، حالة خاصة ، أي تحالف سيخالفه لأنه سبق وأن أعلن خوض الانتخابات الرئاسية بإنفراد، ومشاركته إنفراديا إختبارا لمدى صعود وهبوط شعبية النائب بيرام الداه اعبيد رئيس حركة إيرا ومدى تقبل الشارع لخطابه وفكره ، وهو مع ذلك من أنقذ حزب الصواب من الموت الجماعي الذي لحق بأضرابه من الأحزاب التي طبق فيها قانون 1% .
[ ] إشكاليات:
[ ] تواجه البلاد مشكلة في الهوية ، تختلف عن الهوية الجامعة للكيان لدى بعض الدول المجاورة كالمغرب والجزائر والسنغال، شعوب هذه الدول متعددة الأعراق، متعددة اللغات، لكن قومية تعتز بهويتها الوطنية ، أما نخن فتلعب الجهة، والقبيلة، واللون، دورا أساسيا في الهوية بصرف النظر عن التمفصل في لغة الإدارة والدستور، فاللغة العربية للعنصر العربي، واللغة الفرنسية للفرانكفونيين خاصة من العنصر الإفريقي ، ينضاف الى هذه المعضلة الإفتقار الى المدرسة الجامعة، الفقراء، لهم تعليمهم، والأثرياء لهم أكاديميات، وحوانيتهم التربوية.
[ ] أمل:
[ ] خطاب محمد ولد الغزواني استلهم كل السياسيين، والنشطاء الحقوقيين، ورأوا فيه أملا، و لا أبرئ نفسي، وإذا خالفت أفعاله - عند ترؤسه - ، أقواله إبان خطاب الترشح للرئاسيات، فإننا سنكون أول الخارجين عليه، مثلما كنا أول الأتحاديين المناوئين لمخالفة الدستور./.
[ ] موريتانيا ~موحدة-متماسكة ~ تجمعنا!!