ليعلم الحكام العرب أن التدجين لم يكن مقبولا ..محمد ولد سيدي

سبت, 03/09/2019 - 09:27

ليعلم الحكام ..أن التدجين لم يكن مقبولا !
استوعب متظاهرو الجزائر و السودان الدروس من تعاطي الأنظمة العسكرية، والنخب الحاكمة من جيل التأسيس، ولئن دأبت الأنظمة على استخدام قوتها، العسكرية، والإعلامية، تهاجم، وتصوغ، وتنشر المعلومات المضللة ، و تعتقل ، و تخطف، و تقمع ، فإن المتظاهرين اتخذوا من مجتمع السوشاميديا سلاحا أكثر فتكا، و أكثر مقاومة ؛ فقد حرص المتظاهرون في بلاد المليون، ونصف المليون شهيدا على سلمية المطالب، لا ، الثورة، و تجنبوا الإحتكاك بالشرطة حتى لا يكون هناك مبررا لإستخدام العنف، واجهاض المطلب الواحد، " لا للعهدة الخامسة " ، قبلناكم عشرون سنة " أصحاء" ، ولن نتحمل المزيد ، وأنتم مرضى، ويكفي من المرض، مرض سوء التسيير، والفساد المستشري في دواليب الدولة، دولة غنية؛ وشعب فقير، يسخر بالطاقات البشرية المتمكنة في كل مجال، و يملك ثروات هائلة من الذهب الأسود، والغاز الطبيعي...سلاح السوشاميديا أعطى فعاليته، والرزمة الحاكمة ، هياكلها بدأت تتصدع، يوما بعد يوم، روافد من الجماهير في العاصمة الجزائرية، و من المدن الداخلية تغذي الحراك الشعبي المتعطش الى العدالة الإجتماعية و نهضة إقتصادية شاملة ...ليعلم الحكام العرب أن التدجين لم يكن مقبولا، فأين تلك الدولة في العالم يحكمها " أبكم، أم أصم، أم من ذوي العاهات؟ ، ليعلم الحكام العرب، أنهم جزءا لا يتجزأ من العالم، وأن الإستقلال له معنى، وحلاوة، وأن الشعوب التي تحررت من قيود الإستعمار؛ بإستطاعتها أن تتحرر من حكامها إذا تمادوا الإنحراف عن جادة الطريق السوي...على النخب الحاكمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تعي ، و تدرك أن ما أفشل ثورات الربيع العربي، سينجح حراك المدن، وحراك الأرياف، وحراك الفقراء، وحراك الطبقات الكادحة التي تعمل ليل نهار، وأن قطار الحرية، عابر... إن ما يشهده الشعب الجزائري من شعور بالإحباط واليأس من نخبة ظلت تحكمه من الإستقلال الى الآن يشهده الشعب في السودان الشقيق، فقبل أن تخرج الجماهير لمناشدة توفير " الخبز " في غلة العرب كان على الحكومة العشرينية أن تقدم إستقالتها فورا قبل أن تقال، فقمة العجز، والفشل، والفساد أن تعجز حكومة في توفير الخبز و لبن الأطفال، لن تتوقف المظاهرات والوقفات والإحتجاجات لا في السودان؛ ولا في الجزائر، فالشعوب تريد التغيير، وتتطلع الى العيش الكريم، و حرية التعبير خط أحمر، شاءت الحكومات أم أبت فإنه لا مناص منها، ولا مناص من محاسبة المفسدين الذين دمروا إقتصاد البلاد، وهددوا أمنها واستقرارها، إن الشعوب وعت مسؤولياتها، و أرادت أن تشرك في بناء أوطانها، الشعوب لن تقبل الإملاءات، ولا تخاف العصي والهراوات، ولا خراطيم المياه، ولا السجون ، وحتى لا أكون متجاهلا لوطني، الغني، الفقير أيضا فإن الشعب الموريتاني لم يكن إستثناء ، فكونه يملك قسطا من الحرية أكثر من غيره في الوطن العربي إلا أنه لم يعد يقبل بمناخ العقود الماضية فقد خرج الموريتانيون في أغلب المحافظات قبل العاصمة ضد إرتفاع تسعرة العلاجات الطبية في وقت يقود فيه أعيان الدولة العميقة مبادرات لمرشح الأغلبية الحاكمة للرئاسيات المقبلة، وقد أعطت تلك المظاهرات والوقفات أكلها إذ أعلنت وزارة الصحة عن تأجيل قرارها ستة أشهر وقيل العدول عنه ....
ليعلم الحكام من المحيط الى الخليج ..أن التدجين لم يكن مقبولا .. وأن عقلية الشعوب تواكب سيرورة التطور.