صمب جام مرشحا توافقيا للرئاسيات..رسالة خاصة " التحرير "

أحد, 03/03/2019 - 14:33

من الظلم أن نسقط مصطلح " شرائحي " على أي مرشح لا يكون من ذوي البشرة " البيضاء " ، ومن إستخدم مرشحا شرائحيا على الإخوة في الله، والوطن، من لحراطين، أو البولار؛ أو السونوكي، فهو الشرائحي الحقيقي، خاصة إذا كانت القبلية تجري في كتاباته، عبر هذا الفضاء.
الرسالة الخاصة التي ينبغي للقيمين على الشأن العام من الإستقلال الى الآن أن يستوعبواها، ويتفهمواها أن الوطن يتكون من عدة قوميات، التفاوت في الحجم، لا يعني، هيمنة، بعضها على بعض، فكل مكونة إجتماعية يجب أن ترى ذاتها، بالحجم المطلوب، ولو كان الأمر كذلك، لما ظهرت حركات سياسية، أو حقوقية تحمل فكرا أيديولوجيًّا بإسم، البولار، أو لحرطان ، لذا على المتتبعين للشأن العام أن يعوا أن هؤلاء المترشحين للرئاسيات لا يترشحون بإسم شرائحهم، ولا مكوناتهم، بل يترشحون بإسم الوطن، وكافة القوميات المكونة للسكان البلد عموما بصرف النظر عن اللغة أو البشرة ، ولو لم يجد هؤلاء المرشحين مبررات لما طرحوا مسألة الإثنيات في الخطابات السياسية، وهذا ما جعل كل الأحزاب تتبنى فكرة الإعتناء بالطبقات الأكثر هشاشة في المجتمع وتتخذ منها مادة في رفع الأسهم الإنتخابية عند كل سانحة...
الآن وقد بلغ السيل الزبى، هاهي أربعة تكتلات سياسية تدخل في هذا الإطار أعلنت عن مرشحها وهذه الكتل هي :

1- ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻭﻳﻘﻮﺩﻩ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻣﻴﺪ ﺑﺎﺑﺎ
_2 ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﻳﻘﻮﺩﻩ ﺻﺎﻣﺒﺎ ﺍﺗﻴﺎﻡ
_3 ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺪﻣﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ / ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﻳﻘﻮﺩﻩ ﺻﺎﺭ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻤﺎ .
_4 ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﻳﻘﻮﺩﻩ ﺑﺎ ﻣﻤﺎﺩﻭ ﺃﻻﺳﺎﻥ
هذا التكتل يعتبر صفعة قوية للذين نادوا للوقوف ضد ترشح هؤلاء المواطنين لإدارة وطن يستووا فيه مع غيرهم من باقي الأعراق الأخرى.
ويعطي رسالة أخرى أن عقلية المواطنين تغيرت سلبا نحو الشريحة أو القبيلة أو الجهة بدلا من الوطن الجامع مايعني أن خللا بنيويًّا ظل قائما من النشء، وملازما مع سيرورة التاريخ والزمان معًا .
إن قراءة الحدث السياسي، تفرض علينا أكثر من أي وقت مضى أن نتصارح مع أنفسنا، ونتجرد من عواطفنا، وننظر إلى الواقع بأعين متبصرة، و نشخص أنفسنا تشخيصا عقلانيًّا ، وحكيما حتى نضمن إبحار سفينتنا نحو الأفضل، فما مضى مضى، من غبن ، وتهميش، وهيمنة، وتراتبية، والمستقبل يجب أن يكون أكثر إشراقا.
ليس المهم الظفر بمنصب رئاسة الجمهورية، وليس المهم من يترأس، إنما المهم من ينهض بموريتانيا، ويحسن من إقتصادها، ويرفع من القدرة الشرائية لمواطنيها،و يحقق لهم الرفاهية، ويشعر المواطن بإستغلال خيرات بلده ، من زراعة، ومعادن ، وتكون المدن بفضل الطفرات الاقتصادية تماثل مدن العالم ، المهم من يقضي على الفقر ، والجهل ، والأمراض الإجتماعية الواسعة الإنتشار ، في بلد مازالت فيه الهرمية العتيقة تأخذ مكانتها في الأوساط الإجتماعية.

القسم: