قراءة في خطاب ولد الغزواني - محمد ولد سيدي كاتب صحفي

جمعة, 03/01/2019 - 22:31

الخبرة في مفاصل الدولة..والتركيز على الطبقات الهشة..و محاربة الفساد...والعناية بالتعليم و الصحة و التعليم ...وتوطيد اللحمة الإجتماعية ..والأمن ..والإنفتاح على المنظمات الحقوقية، وكل الطيف السياسي...
كلمات جامعة ، وبالغة المعاني، وجاذبة للعواطف، حتى الخصوم السياسيين من المعارضة، وغيرها لم يتبقى لهم من المواد الجاذبة للناخبين ، لكن المهم هو التنفيذ، وليس الكلام المعسول، فمن صفق في بداية العهدة اليوم 1/3/2019 ، وتفاعل مع الخطاب الى حد " اتلاويح واتشالي " كان قد فعلها بالأمس مع الرئيس الحاضر، وأولئك المغيبون ، والمشاكل مازالت في تصاعد دائم، ويشهد بذلك شهود العهود في كل الأعراس السياسية في البلاد .
الحقيقة أن المرشح محمد ولد الغزواني، خطيبًا ، وبدأ هادئا متزنا، وله قدرة على إقناع الغير،ممن لايتأثرون بالمدارس القديمة القبلية، والجهوية، والطائفية...
صحيح أن الملعب غص بالجماهير، وكل الهيئات والمؤسسات الحزبية و الموالاة والمنتخبون، ولئن أعطينا نسبة " للنيماشة " فقط فإن حجم الحضور له دلالته الخاصة في حسم معركة منصب رئيس الجمهورية خلال الإستحقاقات القادمة.
المرشح محمد ولد الغزواني أقر بحجم التحديات الكبيرة التي ستواجهه، والإنتصار عليها يتطلب إرادة حقيقية ورؤية ثاقبة و متبصرة لتنفيذ برنامجه الإنتخابي وأكبر تحدي له هو محاربة الفساد الذي أبلى فيه ولد عبد العزيز بلاء حسنا لكنه عجز عن القضاء عليه.
إتساع الهوة بين الطبقات الإجتماعية الأكثر هشاشة، ما أدى الى اتساع الخطابات المتطرفة التي أصبحت تهدد النسيج الإجتماعي .
إعادة الأعتبار للمدرسة الجمهورية والمدرسين والتحسين من أوضاعهم المادية والعنوية.
لقد تضمن خطاب المرشح الموحد للأغلبية والحزب الحاكم محمد ولد الغزواني كلما يطمح له المواطن البسيط، بيد أن للمعارضة متفرقة أو مجتمة ما تقوله هي الأخرى أن الإنتصار على الفساد يستدعي الإنتصار على القبلية، وأن المرشح الموحد للنظام والأغلبية جزء من ماعجز عنه النظام القائم من توفير الأمن، وانخفاض الأسعار وارتفاع البطالة و الجهل بمعدلات قياسية في المجتمع فضلا عن ارتفاع المديونية بنسبة تفوق 90% من الناتج المحلي.
يمكن لغزواني أن يستفيد من تجربة ولد عبد العزيز، كما استفاد الأخير من تجربة معاوية، واعل ولد محمد فال رحمه...
غزواني كشخص أثبت التزامه، ووفاءه لولد عبدالعزيز في أحلك الظروف، من هذا المنطلق فإن تعهداته في خطاب الترشح للرئاسيات في الأول من مارس آذار سنة 2019م يمكن أن تتحقق أو يتحقق أغلبها ، وإذا ما نجح غزواني في تطبيق برنامجه الإنتخابي فإنه قد قد كسر القاعدة التي تقول أن موريتانيا لايمكن أن يحكمها إلا المنحدرون من الشمال، وإذا ما طبق برنامجه الإنتخابي أيضا فإنه قد بين لجميع الطيف السياسي أن جميع أبناء موريتانيا يمكن يسيرواها أحسن تسيير بصرف النظر عن الجهة التي ينتمون إليها.

القسم: 
بقية الصور: