صدمات هزت مشاعري، كلما فكرت في إحداها تمنيت أن لا أكون!
الصدمة الأولى أننا من المجتمعات " المريضة " التي يستحيل علاجها ...
الصدمة الثانية : ظاهرة السياحة الحزبية لدوافع خصوصية، أكثر منها مراعاة للمصلحة العامة...
الصدمة الثالثة : سرعة الإنتقال والتخلص من كل الأفكار نحو هذا الجناح أو ذاك ...
الصدمة الرابعة: أينام قرير العين، وقد خان عهد الآلاف ممن اقتنعوا، بأفكاره، وعقدوا عليه الآمال، عله يفرج عنهم كروب الدهر، أو يخفف من آلامهم، ومعاناتهم ، وهم من رأوا فيه المنقذ، للبلاد ، والعباد ؟ ؟؟
الصدمة الخامسة: أننا دولة مسلمة 100% ، و نملك ثروات هائلة، حديد ، ذهب، فوسفات، أراضي زراعية، ثروة حيوانية، نحاس ؛ تربة نادرة ، ملح ، سمك ، مع قلة في تعداد السكان- أقل الدول المحيطة بنا سكانا- ومع ذلك لسنا أحسن حالا من تلك الدول الفقيرة أراضيها...
سأقلع عن التدوين في السياسة لأن نفس الطبقة التي غرست" علم " الإستقلال، هي نفسها التي مازالت تصنع " القادة " ، ولم تتخذ العبرة من قادة دول العالم، مازالت تهاجر، الى مواطن الريع هجرة الغرانيق في مواسيم هجرتها ، وتدس المبادئ بأرجلها، وتترك خلفها نفوسا أعياها، الضيم، والعوز ، و سوء الأحوال المعيشية ...
سأقلع عن التدوين في السياسة، لأن السياسة، عبث، وتدجيل، و ألاعيب ، يغتر بها المثقف ، و بضاعة غالية يدفع الفقير ثمنها...
أن تتحول دويلة حبيسة في إفريقيا مثل روندا من أفشل دولة ، الى أسرع دولة في النمو في أقل من ثلاثة عقود ، تصنع ، وتصدر، وقبلة للمستثمرين، ورؤساء الأموال، وقبلها بعقود، دويلة صغيرة ك " سنغفورة " التي كان معدل الفساد فيها يبلغ درجات قياسية قبل سنة 1965 ،فحولها رئيس الوزراء " ليكوان " في غضون سبع سنوات الى أكبر معدل للدخل ، بدون موارد طبيعية، فهذه مفارقة ، ياريت نخبتنا وجد فيها ليكوان أو كاغامى آخر في الستينات أو السبعينيات أو الثمانينيات أو التسعينيات أو ...
أعتقد أن أسئلة مهمة تطرح نفسها على لاعبي الجيدو السياسي فينا ، الذي لا يعرف، مواليه، من معارضيه، ولنفترض جدلا أنه لا توجد معارضة، وإذا وجدت فلا تتجاوز أصابع اليد ، والأسئلة هي :
لماذا نعجز، لماذا نفشل، لماذا نستدين، ونحن أغنياء !؟
سأقلع عن التدوين في السياسة ..لقد علمتنا مدرسة الحياة أن الأمم برجالها، لا بثرواتها... سأقلع عن التدوين في السياسة ... ... ...